شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

وزارة الصيد تستعد لتحيين مخطط تهيئة مصيدة السردين

الاتجاه نحو الحد من سفن الصيد في مناطق بالجنوب

العيون: محمد سليماني

مقالات ذات صلة

تتجه كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري نحو القيام بعملية تحيين شاملة لمخطط تهيئة مصيدة السردين، وذلك من أجل حماية هذا النوع السمكي الذي يعرف ندرة كبيرة وتناقصا غير مسبوق بالسواحل الوطنية منذ ثلاث سنوات تقريبا.

واستنادا إلى المعطيات، فإن كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري بصدد دراسة مجموعة من التدابير التي سيتم اعتمادها بعد التشاور مع المهنيين، قصد تحيين مخطط تهيئة مصيدة الأسماك السطحية (خصوصا السردين)، بما يتلاءم مع الحالة الراهنة للمخزون. ومن أهم ملامح هذه التدابير العمل على الحد من جهد الصيد بالنسبة لكل وحدة تهيئة عن طريق تحديد عدد السفن داخل كل وحدة، حيث يتم تثبيت سفن الصيد الساحلي بالشباك الدائرية والانسيابية (سفن صيد السردين) في الوحدات الفرعية للحد من حركة هذه السفن ومن الصيد المفرط.

ودفعت حالة مخزون السردين بالمصيدة الجنوبية، منذ ما يقارب ثلاثة مواسم، كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري إلى عدم الترخيص لعدد من السفن بالولوج إلى المصيدة الأطلسية الجنوبية لكون ذلك سيرفع من مجهود الصيد بهذه المصيدة، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على حالة المخزون ويهدد استدامته.

وكانت تنظيمات مهنية بميناء المرسى بالعيون راسلت القطاع الوزاري الوصي قصد السماح للمراكب النشيطة في مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بولوج مصيدة بوجدور بالتناوب مؤقتا في حدود 40 مركبا في كل مرة، وذلك اعتبارا للوضعية الصعبة التي أضحت تحكم نشاطهم المهني بسبب وضعية المخزون السمكي المتذبذبة، وارتفاع تكاليف رحلات الصيد في غياب تام للأسماك السطحية، ما يؤكد الأزمة التي تعاني منها المصيدة، غير أن القطاع الوصي لم يتجاوب مع هذه المطالب بسبب حالة المخزون السمكي.

واستنادا إلى المعطيات، فإن أزمة السردين الحالية نتيجة طبيعية لسنوات من الضغط الكبير على المخزون C بجنوب بوجدور، ذلك أن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري اكتشف أنه، منذ سنة 2018 إلى 2023، سُجل تراجع في الإنتاج السمكي وخاصة السردين، وهو ما أدى إلى تراجع في الكتلة الحيوية بنسبة تقدر بـ25 في المائة على مستوى إجمالي الأسماك السطحية الصغيرة، وتسجيل تراجع بنسبة 41 في المائة من مخزون السردين لوحده.

وحسب المعطيات، فخلال سنة 2022، مثلا، تم تحقيق أرقام استثنائية جدا، إذ وصل الإنتاج من الأسماك مليونا و552 ألف طن، 89 في المائة منها حققتها مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، أي ما مجموعه مليون و347 ألف طن، وضمن الأسماك السطحية الصغيرة، بلغ إنتاج الصيد من السردين 989 ألف طن، ما مكن هذا النوع السمكي من تحقيق رقم وطني فاق 60 في المائة.

ويعزى هذا التراجع، حسب المعهد، إلى سببين اثنين، الأول مرتبط بالتغيرات المناخية التي زادت من حدتها ظاهرة «النينيو» عبر الارتفاع في درجة الحرارة، الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار في الكتلة الحيوية للسردين وغيابه في المصايد المعتادة، إضافة إلى هجرته الجماعية إلى أقصى جنوب المملكة وفي أماكن جد ضيقة، فهذه التغيرات المناخية لم تسمح بتجدد الثروة السمكية الطبيعية. أما ثاني الأسباب، حسب المتحدث، فيرتبط بارتفاع ضغط الصيد، حيث إن هناك تفاوتا كبيرا بين ما تم التصريح به ومجهود الصيد، إذ إن هناك تفاوتات كبيرة أوصلت المفرخة الطبيعية بالمخزون C إلى وضعية جد حرجة بفعل الاستنزاف الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى