
وجدة: محمد أبطاش
شهدت مدينة وجدة، عشية أول أمس الثلاثاء، أحداث شغب عقب استجابة بعض الأفراد لدعوات مجهولة للتظاهر جرى تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، خاصة عبر تطبيق «ديسكور» الشبابي في إطار ما يعرف بمجموعة «زد». وحسب ما عاينته مصادر محلية، تحولت التجمعات المحدودة إلى أعمال عنف تمثلت في تخريب بعض الممتلكات العمومية ورشق القوات العمومية بالحجارة، ما تسبب في حالة استنفار أمني من أجل استعادة النظام وضمان سلامة المواطنين.
وتدخلت القوات العمومية لتفريق المحتجين، باستعمال الوسائل القانونية المعمول بها، وتمت السيطرة على الوضع في عدد من النقاط التي عرفت توترا، خاصة بالقرب من مدار ومحيط جامعة محمد الأول الذي شهد أحداثا وصفت بالمؤسفة. وخلفت هذه الأحداث استياءً واسعاً لدى ساكنة وجدة، التي عبرت عن رفضها لمثل هذه السلوكات التي تستهدف الممتلكات المشتركة وتعرض حياة المواطنين وعناصر الأمن للخطر.
هذا ولم يتم إصدار أي بلاغ رسمي يكشف عن حصيلة دقيقة للأضرار سواء في صفوف القوات العمومية أو المحتجين، في وقت تتواصل التحقيقات لتحديد هوية المحرضين والداعين إلى هذه التجمعات غير المرخصة.
وفي السياق نفسه، نفت مصادر مطلعة وفاة شاب خلال مواجهات مع القوات العمومية بوجدة، بعد حادث اصطدام بإحدى مركبات القوات العمومية. وأكدت المصادر ذاتها أن الشخص المعني أصيب جراء هذا الحادث بجروح متفاوتة الخطورة، خصوصا على مستوى الأطراف السفلى، حيث يخضع حاليا للمتابعة الطبية، مع تسجيل استقرار حالته ودون تهديد لحياته في الوقت الراهن.
وحاولت بعض الجهات توزيع صور وفيديوهات للواقعة لمحاولة إشعال المدينة بأكملها، فيما جرى استغلال الصور من طرف بعض الصفحات والصحف الجزائرية بحكم قربها من منطقة وجدة.
وقالت المصادر إن المدينة تعرف حالة استنفار قصوى لتفادي أي أعمال شغب، في ظل استمرار الدعوات على التطبيقات الاجتماعية لمواصلة هذه الاحتجاجات المغلفة بالمطالب الاجتماعية، والتي سرعان ما خرجت عن سياقها وتحولت إلى أعمال شغب واعتداءات على الممتلكات العمومية في عدد من مدن المملكة.
مسيرة لعشرات القاصرين تتحول لأعمال شغب ببني ملال
إضرام النار واعتداء على ممتلكات عمومية يستنفر أمن المدينة
مصطفى عفيف
شهدت مدينة بني ملال، مساء أول أمس الثلاثاء، استنفارا أمنيا بعدما تحولت مسيرة احتجاجية للمطالبة بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، والتي قادها عشرات القاصرين ممن يسمون أنفسهم بـ«جيلz »، إلى أعمال شغب خطير بحي الرمز، متسببين في أفعال خطيرة، بعد تدخل القوات العمومية لتفريق المحتجين، الذين تسببوا في قطع الطريق العمومية وإضرام النار في عدد من حاويات القمامة البلاستيكية، كما قاموا برشق عناصر القوات العمومية بالحجارة، متسببين في إصابة أزيد من 21 عنصرا من أفراد القوات العمومية، بينهم عنصر من القوات المساعدة أصيب بحجر على مستوى الرأس، مما تطلب نقله إلى المستشفى عبر سيارة القوات المساعدة على وجه السرعة، وإيقاف حوالي 60 شخصا من المحتجين، في حدود منتصف ليلة أول أمس الثلاثاء، وصباح أمس الأربعاء.
أعمال الشغب التي قام بها عدد من القاصرين، تواصلت لتشمل عددا من الأحياء، ومنها حي الورود ومحيط كلية الآداب ببني ملال، متسببين في إلحاق خسائر مادية بممتلكات عمومية وخاصة، قبل أن تتمكن القوات العمومية والوقاية المدنية من تفريق المتظاهرين، وإخماد الحرائق التي تسبب فيها المحتجون بعدد من حاويات النفايات.
هذه الأحداث عجلت باستنفار مختلف السلطات التي استعانت بفرق من التدخل التابعة للأمن الوطني، وأخرى من عناصر القوات المساعدة، لمحاربة أعمال الشغب التي أقدم عليها أطفال قاصرون.
احتجاجات «جيل Z» تتحول إلى أعمال عنف بالصخيرات وتمارة
مسيرات شبابية انتهت بمواجهات مباشرة وتراشق بالحجارة مع القوات المساعدة
النعمان اليعلاوي
عرفت احتجاجات يقودها شباب ينتمون لما أصبح يطلق عليه «جيل Z»، والتي رفعت في البداية شعارات اجتماعية تطالب بالحق في الصحة والتعليم والتشغيل، منعطفاً خطيراً بعد أن تحولت في عدد من المدن إلى أعمال عنف ومواجهات مباشرة مع السلطات العمومية.
ولم تسلم مدينة الصخيرات، ضواحي العاصمة الرباط، من هذه التطورات، حيث تحولت مسيرة شبابية إلى مواجهات أسفرت عن تخريب ممتلكات عامة وخاصة، وسط حالة من الفوضى أثارت استياءً كبيراً لدى ساكنة المدينة. وأكدت مصادر محلية أن بعض المشاركين أقدموا على رشق عناصر الأمن بالحجارة وتخريب سيارات ومرافق، ما دفع السلطات إلى التدخل لفرض النظام وإعادة الهدوء إلى الشوارع.
المشهد نفسه تكرر بمدينة تمارة، حيث خرجت مسيرات شبابية انتهت بمواجهات مباشرة مع القوات المساعدة وعناصر مكافحة الشغب. وتبادل الطرفان الرشق بالحجارة في أحياء مختلفة من المدينة، ما تسبب في إصابات خفيفة في صفوف الجانبين وأحدث حالة من الذعر وسط الساكنة، خصوصاً في المناطق السكنية التي تحولت إلى ساحة كرّ وفرّ بين المحتجين وقوات الأمن.
وأفادت شهادات مواطنين «الأخبار» بأن ما جرى في الصخيرات وتمارة يمثل انحرافاً خطيراً عن الطابع السلمي الذي ميز الاحتجاجات السابقة، معتبرين أن الفوضى والتخريب لا يمكن أن يكونا وسيلة للتعبير عن المطالب الاجتماعية المشروعة. وأكد آخرون أن «من يسعى إلى تخريب الممتلكات لا يعبر عن هموم الشباب العاطل أو الباحث عن حقه في الصحة والتعليم، بل يخدم أجندات غامضة تحاول الركوب على موجة السخط الاجتماعي».
هذه التطورات أثارت صدمة واسعة، سيماً أنها جاءت بعد أيام قليلة من وقفات سلمية شهدتها مدن مختلفة، حيث تميزت تلك الوقفات بطابع حضاري أشادت به منظمات حقوقية محلية ودولية، معتبرة إياها نموذجاً في التعبير السلمي عن المطالب، غير أنه تم توقيف المتظاهرين وإن كانت الوقفات لم تشهد أحداث عنف حينها ولم يتم تسجيل إصابات، غير أن الانزلاق نحو العنف أعاد النقاش بقوة حول حدود حرية التظاهر وضوابط ممارسة هذا الحق الدستوري.
في المقابل اعتبر «شباب Z 212» المنظمون للوقفات، في بيان نشروه على مجموعتهم التواصلية بموقع «ديسكورد»، أن ما وقع يعكس «محاولة ممنهجة لتحريف مسار المطالب المشروعة للشباب، واستغلال الأوضاع الاجتماعية والاحتجاجات الشبابية السلمية من أجل نشر الفوضى. وهو ما يهدد السلم الاجتماعي ويضع السلطات أمام تحديات أمنية واجتماعية معقدة».
وفي هذا السياق، عاشت مدن أخرى حالة من الاستنفار الأمني، حيث عززت السلطات وجودها في الساحات العمومية ومحيط المؤسسات الحيوية تحسباً لامتداد موجة الاحتجاجات، في وقت دعت فعاليات مدنية إلى تحصين حق التظاهر السلمي من أي انزلاقات تمس الأمن العام.





