حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضةملف الأسبوع

أطباء “الكان”…. جنود لا يعرفهم إلا اللاعبون والمدربون

 

مقالات ذات صلة

يعد الطب الرياضي مكونا أساسيا في المنظومة الاحترافية للرياضة بصفة عامة، وزادت أهميته حين تحول النشاط الرياضي إلى صناعة.

منذ القرن الماضي، شهدت العديد من دول العالم تزايدا في الحاجة إلى الطب الرياضي،  ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة المشاركة في الأنشطة البدنية نتيجة للعديد من المسابقات الوطنية التي تحتاج إلى رياضيين في كامل لياقتهم بالصحة والرياضة، إلى أن ظهر الطب الرياضي كرافد من روافد علوم الرياضة.

يعد الطب الرياضي مهنة راسخة ذات تاريخ العلوم الصحية. ويمكن اعتباره تخصصا علميا بالتعاون مع العلوم الرياضية. فالرياضة ظاهرة ثقافية، ويتم رصد أي جانب ذي صلة بها وقياسه وتقييمه وتحليله وتوثيقه باستخدام تقنيات جديدة، من أجل التأكيد على الأهمية القصوى للطب الرياضي وتطوره، بالمرور من النمط العلاجي إلى النمط الوقائي، ومن أجل المساهمة في تحسين وتجويد أداء الرياضيين وتعزيز مكانة الطب الرياضي في منظومة الصحة العامة للرياضيين، والتأكيد على أن الرياضة في حد ذاتها هي غاية لتحقيق الرفاهية والتنمية البشرية.

لم تكن معظم الفرق المغربية تتوفر على أطباء مختصين في الطب الرياضي قبل سنوات التسعينيات، بل إن المنتخب الوطني لكرة القدم كان يعتمد على أطباء متخصصين في العظام والمفاصل يرافقونه في مبارياته داخل المملكة وخلال تنقلاته إلى الخارج، أحيانا بشكل تطوعي وبقرار حكومي، إذ كان أغلبهم يشتغلون في وزارة الصحة العمومية.

في الملف الأسبوعي لـ”الأخبار” سنسلط الضوء على أشخاص لعبوا دورا كبيرا في إعداد المنتخبات الوطنية المغربية للمنافسات الدولية والقارية، ومساهمتها في إنجاح الأحداث الرياضية الكبرى، خاصة ونحن أمام استحقاقات كروية كبرى منها بطولة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. في زمن لم يعد فيه الطب الرياضي مجرد عمل ميكانيكي لترميم الأعطاب بل أضحى يشمل مجالات اللياقة البدنية، وإعادة التأهيل بعد الإصابات، وعلم النفس الرياضي والتغذية..

 

 

 

الجوطي.. طبيب المنتخب يصبح وزيرا للرياضة

قبل أن يصبح محمد الطاهري الجوطي طبيبا للمنتخب المغربي، كان القصر يعتمد على أطبائه لمرافقة الفريق الوطني في مبارياته الخارجية، بعد الحصول على الاستقلال أصر الملك محمد الخامس على تعيين العربي بن مبارك مدربا للمنتخب المغربي الذي تلقى دعوة للمشاركة في البطولة العربية الثانية سنة 1957.

لم يكن المنتخب المغربي يستطيع توفير طبيب لهذه المهمة، لذا تمت الاستعانة بطبيب القصر الفرنسي الدكتور ديبوا روكبير، وهو متخصص في القلب والشرايين، كما تردد على مقر المنتخب الدكتور عبد الكريم الخطيب الطبيب الجراح.

يمكن اعتبار الدكتور محمد الطاهري الجوطي، أول طبيب للمنتخب وكان طبيبا للوداد وعضوا في مكتبه المسير، وطبيبا للعظام والمفاصل في مستشفى بوافي بدرب السلطان.

في شهر ماي 1970، اجتمع الملك الحسن الثاني بعناصر المنتخب المغربي التي كانت تتأهب للسفر إلى المكسيك قصد المشاركة في نهائيات كأس العالم 1970، خلال اللقاء نبه الملك طبيب الفريق الوطني الطاهري الجوطي إلى إشكالية ارتفاع مدينة “ليون” المكسيكية عن سطح البحر وما قد يسببه للاعبين من مشاكل في التنفس، وشدد الحسن الثاني على أهمية السفر مبكرا إلى المكسيك للتأقلم مع الأجواء المناخية، منبها في الوقت نفسه إلى أهمية التغذية، وتحدث عن أهمية التحضير في مدينة إفران.

جدد طبيب المنتخب لقاءه بالملك بعد العودة من المكسيك، فأصر العاهل المغربي على أن يرافق الجوطي البعثة المغربية، في أول مشاركة للمنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا في الكاميرون سنة 1972، نظرا لقساوة وصعوبة الرحلة، حيث اعتاد الملك أن يكون الجانب الطبي أولوية من أولويات رحلات المنتخب المغربي.

لم يكن التخصص في الطب الرياضي قد ظهر في هذا المجال، إلا أن الجوطي كان من أوائل الأطباء ارتباطا بلاعبي كرة القدم سواء على مستوى المنتخب الوطني أو الوداد الرياضي، وبعد اعتزال الجوطي المهنة مع الفريق الوطني أصبح مسيرا داخل الوداد قبل أن يصبح وزيرا للشباب والرياضة، ويضم إلى ديوانه زميله في الوداد أبو بكر اجضاهيم.

دخل الجوطي عالم السياسة عبر قطاع الشبيبة والرياضة في الفترة ما بين 27 ماي 1974 و9 أكتوبر 1977، في عز أزمة سياسية ورياضية ضربت المغرب. كما كان من مؤسسي حزب التجمع الوطني للأحرار وما تلاه من تصنيفات حزبية.

في التاسع من يونيو 2011، انتقل الجوطي إلى دار البقاء ودفن في مقبرة الشهداء بالدار البيضاء.

 

السرايري.. طبيب ساهم في الفوز بأول كأس إفريقية وتوارى عن الأنظار

عبد السلام السرايري طبيب متخصص في أمراض القلب لمدة نصف قرن تقريبا، عاش مسارا مهنيا طويلا بين البحث العلمي والعمل الميداني. من مواليد مدينة الرباط سنة 1942، بدايته الدراسية كانت من مدرسة جسوس بالرباط، بعدها التحق بثانوية “غورو” حيث نال شهادة الباكالوريا سنة 1961.

في مدرسة جسوس تعلم الدروس النظرية والتطبيقية لكن الأهم من كل هذا أن هذه المؤسسة كانت مدرسة لنشر الوعي بالمسؤولية الوطنية، والمحافظة على الأصالة في وقت كانت فرنسا تسعى لنشر ثقافتها.

كانت للفتى عبد السلام ميولات علمية وكان حلمه أن يصبح طبيبا في فترة كان فيها الطب من اختصاص الأجانب، انتقل لدراسة الطب في ستراسبورغ بفرنسا، حيث حصل على شهادة في الطب العام ثم شهادة الدراسات المتخصصة في طب القلب في باريس. وحين عاد إلى المغرب في يونيو 1973، عمل كأستاذ مساعد في كلية الطب بالرباط، قبل أن يشغل منصب رئيس مصلحة طب القلب في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء من 1977 إلى 1989.

كان عبد السلام لاعبا موهوبا في لعبة كرة السلة، بل وأنهى مشواره في هذه اللعبة كحكم، لكن الطب أخذه من الرياضة التي مارسها أيضا في فرنسا أثناء تواجده في ستراسبورغ.

حين تأهل المنتخب المغربي لنهائيات كأس إفريقيا 1976، شدد الملك الحسن الثاني على أن يكون للجانب الطبي أولوية من أولويات رحلات المنتخب المغربي.

“عينني الملك الحسن الثاني مرافقا للزعيم علال الفاسي، وبعض ضيوفه وكنت أرافقه في رحلاته الخارجية بالخصوص، وبتعليمات ملكية أشرفت على صحة العديد من كبار الشخصيات السياسية في المغرب”.

قبل السفر إلى إثيوبيا لم يكن أهل الكرة في المغرب يعرفون اسم عبد السلام السرايري وحتى حين يتحدثون عن إنجاز الفريق الوطني غالبا ما يتم التركيز على اللاعبين والمدربين، والحال أن دورا خفيا لعبه الطاقم الطبي في رحلة البحث عن اللقب الوحيد الذي تزخر به خزانة الكرة المغربية.

عاش طبيب المنتخب تفاصيل العطب الذي ضرب الطائرة التي كانت تقل المنتخب المغربي في إثيوبيا، أثناء مغادرة ديرداوا صوب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وكانت البرمجة تفرض على المنتخب المغربي إجراء بطولة مصغرة أخرى لتحديد البطل.

“ركبنا الطائرة في اتجاه العاصمة، لكن أتذكر الحريق الذي شب بأحد محركاتها، ولولا الألطاف الربانية، لكنا في عداد الموتى أو المفقودين، لقد عشنا رعبا وهلعا لا يمكن أن يتصور، فبعد اندلاع الحريق بأحد محركات الطائرة، حيث أخبرنا من طرف ربان الطائرة بخطورة الموقف وقمت بواجبي كطبيب في تهدئة النفوس وخفض الضغط إلى حين إصلاح العطب والعودة إلى الطائرة التي نجحت هذه المرة في الوصول بسلام إلى أديس أبابا. لم أكن أملك سوى جهاز لقياس الضغط وكمية من الأدوية، وحين عدنا إلى المغرب عدت إلى مهمتي الأكاديمية”.

 

ابن الخطيب.. شاهد على العصر في رحلات المنتخب الوطني

غاب رشيد بن الخطيب عن الأنظار بعد أن تسلل إليه المرض، لكنه ظل حاضرا في أذهان الرجاويين بالخصوص ولاعبي المنتخب المغربي، ولأنه كان مقربا من المعطي بوعبيد وعبد اللطيف السملالي، فقد حظي بتعيينه كطبيب للمنتخب الوطني المغربي خلال رحلته إلى غانا للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 1978.

نشأ رشيد بن الخطيب، في درب البلدية وكان يجمع بين الدراسة والكرة، عرف بعشقه للرجاء الرياضي، وحين أصبح طبيبا للعظام والمفاصل وضع عيادته وخدماته رهن إشارة فريقه المحبوب.

رافق الدكتور رشيد فريق الرجاء في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأندية البطلة، وعاش الأجواء الملتهبة في وهران حين فاز الرجاء باللقب القاري أمام مولودية وهران، خلال فترة عصيبة تميزت بأعطاب اللاعبين الأساسيين للمنتخب الوطني، وكان رشيد مقربا من المدرب الجزائري رابح سعدان وقبله كابريطا، بل إن الدكتور رشيد سيصبح لاحقا رئيسا للجنة الطبية بالمكتب المسير للرجاء بإلحاج من عبد اللطيف السملالي ومحمد أوزال.

رافق الدكتور رشيد المنتخب المغربي في رحلته إلى غانا، وعاش أطوارها الهتشكوكية، في مدينة كوماسي، حيث تحول إلى معالج للكدمات بعد الخلاف الذي نشب بين بعض لاعبي الفريق الوطني المغربي، وكان من نتائجه الإقصاء المبكر من المنافسات وهو حامل للقب كأس إفريقيا.

في آخر أيامه مع الرجاء، سيعين رشيد زميله الدكتور عتيق كطبيب للرجاء، ليتفرغ لعيادته في شارع مصطفى لمعاني ومهمته كخبير محاكم في مجال تخصصه.

حظي رشيد بتكريم خاص من طرف ودادية أطباء أندية كرة القدم في العام الماضي، في مبادرة تعيد للرجل الاعتبار الذي يستحقه.

 

الدكتور عثماني.. لاعب وطبيب في أقسى حالات المنتخب

بعد نكسة كأس أمم إفريقيا 1978 بكوماسي الغانية، قرر الملك الحسن الثاني تغيير جلد المنتخب المغربي، فأقيل المدرب الروماني مارداريسكو وطاقمه، وتم تعيين المدرب الفرنسي غاي كليزو على رأس منتخب خارج للتو من نكبة.

دعي الدكتور العربي عثماني للإشراف على الطاقم التقني للفريق الوطني الذي كانت تنتظره استحقاقات حاسمة، خاصة المباراة الهامة أمام المنتخب الجزائري، ونهائيات كأس أمم إفريقيا في نيجيريا ثم تصفيات كأس العالم في مواجهة حارقة أمام الكاميرون.

كان قدر الطبيب المكناسي أن يعيش أقسى مسارات المنتخب، حيث عاين نكسة مباراة الجزائر وحادثة سير المدرب الفرنسي جيست فونتين، وإقصاء الفريق الوطني من محطة مفصلية في تاريخ تصفيات كأس العالم 1982، ثم فاجعة مقتل اللاعب مصطفى درويش في مسبح الفندق بالعاصمة السينغالية.

ينتمي الدكتور العربي لعائلة عثماني الرياضية، فشقيقه حسن كان أيضا لاعبا بالكوديم والمنتخب المغربي، على غرار العربي الذي حمل قميص هذا الفريق قبل أن يغادره إلى فرنسا لاستكمال دراسته الجامعية في تخصص الطب، وهو من مواليد مدينة مكناس سنة 1948، ترعرع بين دروبها وأزقتها وبالضبط في قلب مدينتها العتيقة. لعب ضمن صفوف النادي المكناسي سواء كرة السلة أو كرة القدم خلال ستينيات القرن الماضي، وتوج مع هذا الأخير في فترته الذهبية رفقة ألمع نجومه كحميدوش والدايدي ببطولة كأس العرش سنة 1966.

انتقل للعب في الدوري الفرنسي ضمن فريق مدينة “تور”، قبل أن يقرر متابعة دراسته بالبلد نفسه، ليتوج مساره الدراسي العصامي بالحصول على الدكتوراه في الطب، الأمر الذي مكنه من العودة إلى واجهة الرياضة المغربية من بوابة طبيب المنتخب المغربي.

عاش عدة صعوبات بعد عودته للمغرب ليتكفل بعائلته إثر وفاة معيلها، لكن خلافا مع وزير الصحة آنذاك جعله في جحيم صراع كاد أن يكلفه تعيينا بعيدا عن مكناس، علما أن الطبيب الشاب كان لاعبا للنادي المكناسي بل وقلب هجومه، قبل أن يقطع الصلة مع الكرة بسبب عطب على مستوى الركبة عجل باعتزاله، والاهتمام بمهمته كطبيب في مستشفى مولاي إسماعيل بمكناس.

حين تم التعاقد مع المدرب الفرنسي جيست فونتين، تم اختياره من طرف هذا الأخير ليستمر في مهامه كطبيب، وشاءت الأقدار أن يغيب المدرب الفرنسي عن نهائيات كأس أمم إفريقيا 1980 بنيجيريا بسبب حادثة سير تعرض لها في الطريق الرابط بين مكناس والرباط، حيث تم الاتصال بطبيب المنتخب حينها الدكتور عثماني الذي رافقه في رحلة علاج إلى فرنسا على متن طائرة خصصها الملك لنقل المدرب المصاب.

شارك الدكتور عثماني في نهائيات كأس أمم إفريقيا في نيجيريا وساهم في حصول المغرب على المرتبة الثالثة، وكان حمادي حميدوش مدربا للمنتخب مناصفة مع محمد جبران.

عايش الدكتور عثماني خمسة مدربين في المنتخب بدءا بكليزو وانتهاء بفلانتي مرورا بحميدوش وجبران وفونتين. وفي 30 مارس 2019 توفي في صمت ودفن في مدينة مراكش دون أن تكلف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ولا الكوديم نفسيهما بكتابة عبارات العزاء.

 

حسون.. من ألعاب القوى إلى كرة القدم.. رحلة خبير طب الكرة

حين زارت “الأخبار” مصحة “أسبيتار” المتخصص في الطب الرياضي بالدوحة، والذي عالج مجموعة من النجوم العالميين في مختلف الرياضات، وخصوصا ألعاب القوى وكرة القدم، من أبرزهم البرازيلي نيمار داسيلفا والمهدي بنعطية، عميد المنتخب المغربي لكرة القدم، وأسماء عالمية أخرى، توقفت عند أطباء مغاربة يديرون هذا المرفق العالمي في مقدمتهم الدكتور خالد حسون الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الوطنية القطرية للطب الرياضي.

الدكتور حسون سبق وأن اشتغل في ألعاب القوى المغربية في عهد محمد المديوري، كما كان طبيبا للمنتخب المغربي لكرة القدم في الثمانينات وعاش كأس أمم إفريقيا في مصر سنة 1986، وفي بوركينافاصو سنة 1998، ودورة السنغال سنة 1992، كما رافق المنتخب في مونديال المكسيك، وظل قريبا من الطاقم التقني البرازيلي المكون من المهدي فاريا وجورفان. رافق الدكتور حسون المنتخب المغربي لكرة القدم في كثير من المحطات الكبرى، قاريا وعالميا، على غرار الألعاب الأولمبية في كل من لوس أنجلوس وبرشلونة وأطلانطا ثم سيدني، ناهيك عن مرافقة المنتخب المغربي في مونديالي المكسيك سنة 1986 والولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994.

وخلال إشرافه على الجانب الصحي للمنتخب المغربي عرف الدكتور حسون بصرامته، حيث يذكر المتتبعون للشأن الكروي واقعة الحارس سيبوس، الذي انتقل إلى معسكر المنتخب المغربي وهو يحمل شهادة طبية مسلمة من طبيب فريقه أولمبيك خريبكة تعفيه من التداريب مع الفريق الوطني، لكن دخوله ضمن التشكيلة التي واجهت المغرب الفاسي دفعت طبيب المنتخب للطعن في الشهادة الطبية ليفقد الأولمبيك لقب البطولة لموسم 1988/ 1989.

حين انتقل إلى قطر ترأس لجنة متخصصة في التعامل مع الجامعات الكروية والأندية العالمية، وكانت تحت إمرته أزيد من 300 شخص. أكد حسون أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عرضت عليه الإشراف على مركز المعمورة، وأنه أعجب بالآليات الموجودة هناك، وأيضا بالمشروع، إلا أنه رفض الأمر. وعلل رفضه بأنه عرض على الجامعة توقيع اتفاقية مع “أسبيتار”، كي يكون جميع أطرها في خدمة الكرة المغربية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن خبرته رهن إشارة وطنه الأصلي.

 

الدكتور الزاهي.. طبيب عسكري في طاقم المنتخب المغربي

بدأ مساره كطبيب في القوات المسلحة الملكية، قبل أن يصبح أول طبيب عسكري لفريق الجيش الملكي، بالرغم من عشقه الدفين للمغرب الفاسي، فريق مسقط القلب. بدأت رحلته مبكرا مع الجيش الملكي ورافقه في كثير من فتوحاته القارية، حين كان الفريق العسكري رافدا أساسيا للمنتخب المغربي.

في سنة 1987 على امتداد عقود طويلة، تمكن الدكتور بوجمعة الزاهي من الجمع بين مهمتين: طبيب الجيش والمنتخب، في زمن كان الأطباء المختصون في الطب الرياضي يعدون على رؤوس الأصابع. إذ لم يتجاوز عددهم سنة 2004، أحد عشر طبيب منخرطا في الهيئة الوطنية لأطباء المغرب، قبل أن يرتفع العدد اليوم إلى 1500 طبيب، ما يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

يقول الدكتور الزاهي: “إذا كنا لا نعاني من وجود خبرات طبية متميزة في جميع التخصصات فإن العائق في المغرب يكمن في البنيات التحتية، بسبب غياب الوعي عند المسؤولين بأهمية الطب الرياضي، فضلا عن العامل الأهم في الأداء، وهو العنصر البشري، وهذا طبيعي في جميع المجتمعات، لكون الوعي غالبا ما يكون متأخرا”.

واقترح الدكتور الزاهي في حوار صحفي، على الأندية التدخل لفرض التزام اللاعبين بنظام غذائي موحد، كما هو الحال بالنسبة للحصص التدريبية، دون إغفال أمور أخرى لا تقل أهمية، مثل التلقيح وسبل الوقائية من الأمراض المعدية وتعاطي المنشطات.

عايش الدكتور الزاهي المغامرات الإفريقية بكل تفاصيلها، حين أشرف على الجهاز الطبي للمنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا 2004 مع بادو الزاكي وفي سنة 2006 مع امحمد فاخر، وقبلهما المهدي فاريا.

“عندما تسافر إلى إفريقيا فإنك تذهب إلى المجهول، وذلك بسبب صعوبة التنقلات وضعف التجهيزات وظروف الإقامة وخطورة الأمراض المعدية. أحيانا لا نجد المواد الأساسية الضرورية، بل حتى الماء نجد صعوبة في توفيره”.

لكن الزاهي يظل فخورا بما تحقق في المركز الرياضي للجيش الملكي، ويحيي الجنرال حسني بن سليمان على دوره في هذا المجال: “ساهم المركز الرياضي العسكري في إخراج ميدان الطب الرياضي من دهاليز الجهل إلى النور، وكون أكثر من مائة طبيب مختص في الطب الرياضي، في الوقت الذي لم تكن الفرق الوطنية تتوفر على مصلحة الطب والعلاج الفيزيائي”.

أنهى الزاهي مهامه كطبيب للفرق الرياضية مع المغرب الفاسي، كما شغل منصب طبيب الجامعة الملكية المغربية للهوكي على الجليد.

إلى جانب مهامه كطبيب معالج يقدم الدكتور الزاهي دروسا في المعاهد الدراسية الكبرى في مجال الطب الرياضي، وله دراسات ميدانية حول علاقة الرياضة بالمنشطات، وفي وقته الثالث يمارس هوايته المفضلة “ركوب الدراجات”.

 

هيفتي.. من جبال تافوغالت إلى هرم الطاقم الطبي للمنتخب

ينحدر الدكتور عبد الرزاق هيفتي من دوار “برديل”، التابع لجماعة “ريسلان” قيادة تافوغالت، بإقليم بركان. تابع دراسته في بركان ووجدة قبل أن ينتقل إلى الرباط لدراسة الطب، بعد أن أبدى تفوقا دراسيا بين أقرانه.

سافر عبد الرزاق إلى فرنسا وتحديدا إلى مدينة نانت لمتابعة تخصصه في مجال الطب الرياضي، وحين عاد إلى المغرب اشتغل في مجال الطب الرياضي بين الجديدة والدار البيضاء، ليصبح طبيبا للوداد الرياضي، حيث قاد حملة تعبئة من أجل اعتماد الملف الطبي للاعب المغربي، سيما أنه هو الذي عاش عن قرب فاجعة موت اللاعب المغربي يوسف بلخوجة.

أشرف الدكتور هيفتي على الإدارة الطبية للمنتخب الوطني المغربي، لأزيد من 13 سنة، كما عين رئيسا لودادية أطباء أندية كرة القدم بالمغرب، ورئيسا في فترات طويلة للجنة الطبية للوداد الرياضي.

مباشرة بعد نهائيات كأس إفريقيا 2006 بمصر، عينت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة الجنرال حسني بن سليمان الدكتور هيفتي طبيبا للمنتخب المغربي خلفا للدكتور بوجمعة الزاهي، الذي فوجئ بإسقاط اسمه من لائحة الفريق الوطني دون تقديم مبررات الإقصاء.

بعد سنتين من الارتباط بالجهاز الطبي للمنتخب المغربي، سيقرر هيفتي الابتعاد لفترة قصيرة، قبل أن يعود إلى منصبه في عهد المدرب روجي لومير، ثم سيعود مرة أخرى لمنصبه بعد أن عاصر عددا من المدربين السابقين.

في عهد المدرب وحيد خاليلوزيتش سيسلم الدكتور عبد الرزاق هيفتي المشعل لسعيد زاكيني، الطبيب السابق للمنتخب المحلي، حين قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تغيير الطاقم الطبي وتعيين زاكيني طبيبا للمنتخب الوطني المغربي خلفا لعبد الرزاق هيفتي، فيما كلفت هذا الأخير وطاقمه الطبي بالاشتغال رفقة الطاقم التقني للمنتخب المحلي بقيادة المدرب حسين عموتة.

الطبيب السابق للمنتخب الوطني المغربي، سيسلم أيضا مفاتيح ودادية أطباء أندية كرة القدم، لزميله الدكتور محمد عبور طبيب الراسينغ البيضاوي والذي شغل منصب كاتب عام لهذه الودادية لمدة طويلة، كما سبق أن أشرف على الطاقم الطبي للوداد والرجاء والاتحاد الرياضي.

كرستوف.. طبيب المنتخب من الريكبي إلى كرة القدم

 

وقع اختيار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على طبيب فرنسي يدعى كريستوف بوضو، لتعويض الدكتور عبد الرزاق هيفتي.

لم يحمل الطبيب الجديد صفة “طبيب الفريق”، بل حرص على أن يكون مديرا للإدارة الطبية للجامعة، مسؤولا عن الأجهزة الطبية لجميع المنتخبات السنية، مع إشرافه على تكوين مكونات هذا القطاع الهام.

الطبيب الفرنسي البالغ من العمر 57 سنة، اشتغل في كثير من الأندية أبرزها أولمبيك مارسيليا وأولمبيك ليون، قبل أن ينضم إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ويصبح “الطبيب الأكبر” في مركز محمد السادس بالمعمورة.

لم يكن كريستوف لاعبا بارزا في كرة القدم، بل عرف عنه ميله لممارسة لعب الريكبي، حيث انضم لفريق بمدينة بوردو الفرنسية، قبل أن يصبح طبيبا لفريقها في رياضة عرفت بالأعطاب والإصابات في صفوف لاعبيها. ومن الريكبي، وذلك خلال الفترة ما بين 2002 و2007، نهل بوضو وشرب المهنة قبل أن تستهويه كرة القدم وشعبيتها ويصبح واحدا من أبرز أطباء الدوري الاحترافي الفرنسي.

قضى على رأس الجهاز الطبي لأولمبيك مارسيليا تسع سنوات من سنة 2007 إلى 2016، قبل أن يلتحق بليل التي قضى في ملاعبها ثلاث سنوات، وفي سنة 2020 انضم لطاقم باريس سان جيرمان حيث عين رئيسا لشعبة الطب الرياضي مع توسيع اختصاصاته لتشمل فروع النادي الباريسي، لكن مقامه في العاصمة الفرنسية كان قصيرا إذ بعد عامين سيحط الرحال بالمغرب.

بموازاة مع ذلك، قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التعاقد مع المعد البدني صلاح الدين غايدي من أجل الاشتغال داخل المنتخب الوطني الأول، وذلك بطلب من وليد الركراكي مدرب أسود الأطلس والطبيب الفرنسي.

وفضل وليد الركراكي، الاستعانة بخدمات المعد البدني صلاح الدين غايدي، من أجل الاشتغال معه في المنتخب الوطني المغربي، إلى جانب الإسباني إدواردو دومينغيز، خاصة أن صلاح الدين غايدي أشرف سابقا على الإعداد البدني للفرنسي عثمان ديمبيلي، عندما كان يلعب لفريق برشلونة الإسباني، وذلك بسبب الإصابات الكثيرة داخل الأسود، على حد قول الركراكي.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى