
مصطفى عفيف
مع بداية كل موسم دراسي تسود حالة القلق لدى سكان جماعة بإقليم سطات بسبب افتقار المنطقة لمؤسسة للتعليم الثانوي، وهو ما جعل آباء وأولياء التلاميذ يفكرون في تنقيل أبنائهم إلى مؤسسات بعيدة عن مقرات سكناهم، إذ يروج الحديث بين سكان المنطقة حول غياب دور المنتخبين والسلطات المحلية والإقليمية في الدفع بعجلة تقريب المؤسسات التعليمية من السكان ومطالبتهم بالتدخل لحل مشكل توقف مشروع بناء مؤسسة تعليمية وداخلية منذ أزيد من خمس سنوات، بالجماعة التي تقع بدائرة ابن احمد الجنوبية، والتي كانت تكلفت ببنائها المحسنة المعروفة بـ«مولات المليار ونصف»، والتي رصدت لها ميزانية تقدر بـ12 مليون درهم، بالإضافة إلى تأهيل الوحدة المدرسية «لهديلات» التابعة لمجموعة مدارس أولاد فارس بالجماعة نفسها، وذلك بسبب خلاف بين المحسنة والمقاولة المكلفة بعملية البناء، وهو الخلاف الذي ساهم في إفشال مشروع حيوي بالمنطقة، في غياب تدخل الجهات التي أشرفت على حفل توقيع اتفاقية إطار بخصوص هذا المشروع.
توقف مشروع بناء ثانوية تأهيلية بجماعة أولاد فارس، بعد أقل من سنة على انطلاق البناء سنة 2020، والتي كانت موضوع اتفاقية شراكة بين عمالة إقليم سطات والمديرية الإقليمية بسطات، والمحسنة التي التزمت باقتناء الوعاء العقاري وإنجاز الدراسات والتعاقد مع مقاول لإنجاز المشروع، دفع السلطات المختصة، وقتها، إلى عقد سلسلة من الاجتماعات بين صاحبة المشروع والمقاولة المكلفة بعملية البناء، من أجل الوصول إلى حل للخلاف بين الطرفين والإسراع بإخراج المشروع إلى حيز الوجود، وهي الاجتماعات التي لم يتوصل خلالها المجتمعون إلى حل، قبل أن تقوم المحسنة بسلك المسطرة القضائية لإنهاء العلاقة التعاقدية مع المقاولة.
توقف المشروع دفع محمد هيشامي، البرلماني عن الفريق الحركي، قبل سنتين، إلى وضع سؤال كتابي حول الموضوع موجه إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وهو السؤال الذي كشف النقاب عن خلافات بين المحسنة والمقاول، حيث أكد الوزير، في جوابه عن السؤال الكتابي، أنه بعد توقف مشروع بناء ثانوية تأهيلية بجماعة أولاد فارس تم عقد سلسلة من الاجتماعات بين صاحبة المشروع والمقاولة المكلفة بعملية البناء، من أجل الوصول إلى حل الخلاف بين الطرفين والإسراع في إخراج المشروع إلى حيز الوجود، وهي اجتماعات لم يتوصل خلالها المجتمعون إلى حل، قبل أن تقوم المحسنة بسلك المسطرة القضائية لإنهاء العلاقة التعاقدية مع المقاولة.
هذا الوضع جعل المسؤولين المحليين والمركزيين ينتظرون مآل المسطرة القضائية المعروضة على المحكمة بين المقاول والمحسنة دون التفكير في آخر ما تبقى من بناية المشروع والتكفل بإتمامه لجعله قطبا تعليميا بالمنطقة يستقبل عشرات التلاميذ من تراب الجماعة والجماعات القريبة.
وكانت عمالة إقليم سطات احتضنت، منتصف شهر فبراير 2019، حفل التوقيع على اتفاقيتي شراكة بين عمالة إقليم سطات والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بسطات، ونجية نظير، وهي سيدة أعمال تطوعت، من مالها الخاص، لبناء ثانوية تأهيلية وتأهيل وحدة مدرسية بدائرة ابن احمد الجنوبية.





