حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةفسحة الصيف

اغتيال قيادي من منظمة التحرير الفلسطينية في لشبونة أمام أعين اليوسفي وبوعبيد

يونس جنوحي

قبل أن يصبح مولاي المهدي العلوي سفيرا للمملكة المغربية في ثمانينيات القرن الماضي، كان أولا سفيرا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مع منتصف السبعينيات.. لكن قبل ذلك، وخلال النصف الأخير من الستينيات، انشغل أولا بـ«تدويل» قضية المهدي بن بركة، معلنا ما يشبه «قطيعة» مع الوضع السياسي المغربي، ليختار العاصمة الفرنسية «باريس» لتحتضن أنشطته السياسية.

مع حلول السبعينيات، انشغل مولاي المهدي العلوي بالقضية الفلسطينية، وعاش مع الفلسطينيين كواليس تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية. ويحكي في هذه المذكرات تفاصيل انخراط المغاربة في دعم المنظمة، واستقباله لأول وفد من المنظمة الفلسطينية في باريس:

«قدم أول وفد – استقر بعدها بباريس – برئاسة المناضل عبد المحسن أبو ميزر، الذي كان آنذاك عضواً في المجلس الإسلامي الأعلى (كانت من أبرز مهامه الحفاظ على القدس من محاولات التهويد) كما كان عضوا قياديا في منظمة التحرير الفلسطينية، وناطقاً رسمياً باسم اللجنة التنفيذية لهذه المنظمة، وعمل رئيساً لدائرة العلاقات القومية في دمشق، وكان عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وناطقاً رسمياً باسمها في بيروت، كما كان عضوا بالمجلس الوطني الفلسطيني، ورئيساً للجنة الفلسطينية للسلم والتضامن، ونائبا لرئيس منظمة التضامن الآفرو آسيوي، وممثلا لمنظمة التحرير في لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1975، وبعد عام 1985 عين عضواً في قيادة جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطيني، ومسؤولاً عن العلاقات السياسية والخارجية فيها.

كنت سندا للوفد للتعرف على الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي الموحد، بل إن أعضاء الوفد الفلسطيني حضروا معي مؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد PSU.

بعدها توجهنا إلى بلجيكا للتعرف على الحزب الاشتراكي هناك، وعلى بعض النقابيين ببروكسيل، ثم ذهبنا إلى إيطاليا وتعرفنا آنذاك على أحزابها، وكان لحركة «فتح» في ذلك الوقت ممثلها في روما. هكذا توطدت العلاقات بين اليسار الإيطالي والحركة الوطنية الفلسطينية.

ولن أنسى أنه في سنة 1969 – إذا لم تخني الذاكرة – نظم الفلسطينيون ندوة دولية، ضمت شخصيات عالمية باتفاق مع السلطات المصرية. وشاركت فيها رفقة الأخ عبد الرحيم بوعبيد والأخ عبد الرحمن اليوسفي، وأتذكر أنه كان من بين الخضور «جان دانيل» من Le Nouvel Observateur  وشخصيات من الحزب الشيوعي الفرنسي وكذلك المستشرق المعروف جاك بيرك Jacques Berque، الذي دفع بالاستشراق كعلم وخطاب إلى استيعاب بُعد الميدانية، بطريقة أوسع وأعمق مما فعله مجايلوه، كما كان مناصرا للقضية الفلسطينية، وكان يقول: إني لم أر أي تبرير معقول لعقاب العرب على الجرائم الهتلرية، كما لا أرجحه لإقامة حركة توسعية في الأزمنة الحاضرة على ذكريات توراتية».

لم يفت المهدي العلوي أيضا أن يشير إلى مدى تقارب المعارضة الاتحادية مع منظمة التحرير الفلسطينية. حتى أنه أتى على ذكر واقعة غاية في الأهمية، جمعت بين وجوه معروفة من المنظمة وقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة عبد الرحيم بوعبيد. فقد كان العلوي حاضرا إلى جانبه رفقة عبد الرحمن اليوسفي، وكان الثلاثة شهودا على واقعة فاصلة في تاريخ منظمة التحرير، والتي تتعلق أساسا باغتيال أحد أبرز الأسماء في الصفوف الأمامية لمنظمة التحرير خلال ثمانينيات القرن الماضي.

يحكي العلوي مستحضرا هذه الواقعة:

«استمر هذا الاتصال لمساعدة إخواننا الفلسطينيين انطلاقا من باريس، حيث حصل أن حضر إلى العاصمة الفرنسية الأستاذ الجامعي الدكتور عصام السرطاوي مكلفا بمأمورية الاتصال باليهود الأوروبيين لعرض القضية الفلسطينية عليهم ودراسة إمكانيات التعاون معهم. وكان الرجل، بحكم ثقافته العالية، وخبرته السياسية وطلاقته في استخدام اللغتين الإنكليزية والفرنسية، نشيطا بتوجيه من القيادة الفلسطينية على مستوى الحوار مع «قوى الديمقراطية والسلام في إسرائيل»، وخاصة منها حزب راكاح -الحزب الشيوعي الإسرائيلي- وهو حزب «إسرائيلي» غالبية أعضائه من أبناء الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، الذين وجدوا فيه ملاذاً لهم للتعبير عن مواقفهم.

ورغم إخلاص الرجل لقضيته وسمعته الطيبة في باريس، فقد طالته أيادي الغدر وقتل أمام أعيننا تقريبا أنا وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي في مدينة لشبونة بالبرتغال، قتل دقيقة قبل نزولنا من السيارة التي كانت تقلنا للمؤتمر السنوي السادس الذي كانت تعقده الأممية الاشتراكية. حيث أنهت رصاصات أطلقت من مسدس كاتم للصوت في قاعة فندق «البوفيرا» بلشبونة، حياته الزاخرة بالعطاء في العاشر من أبريل 1983. وكان ممثلا لوفد «منظمة التحرير الفلسطينية» في المؤتمر، إذ كانت الاشتراكية الدولية أعلنت موافقتها على حضور منظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرها في البرتغال بصفة مراقب.

بعد ذلك، استمر عملي مع الإخوة الفلسطينيين إلى حين عودتي إلى المغرب. وقد دعيت من طرف الإخوة في حركة «فتح» لزيارتهم في الأردن، واستقبلت حينها من طرف الإخوة القياديين بمعية صحافي من جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي L’Humanité وصحافية من Jeune Afrique اللذين انتدبا لمعاينة عملية ميدانية في الحدود بين الأردن وإسرائيل».

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى