
الأخبار
تواصل المؤسسات التعليمية بأكاديمية الرباط انخراطها الجاد في برنامج المدرسة الصيفية، الذي أطلقته الوزارة، منتصف الشهر الجاري بمختلف جهات المملكة، ليشمل أزيد من 30 ألف تلميذة وتلميذ، المقبلين تحديدا على الانتقال والتمدرس بالتعليم الإعدادي خلال الموسم الدراسي المقبل، بعد اجتيازهم لاختبارات السنة السادسة ابتدائي بنجاح، فضلا عن بعض تلاميذ المستوى الإعدادي.
المبادرة النوعية التي أطلقها الوزير برادة، قبل أسبوعين تقريبا، والتي استهدفت فئة خاصة من التلاميذ المهددين بالانقطاع عن الدراسة وعدم الالتحاق بالمؤسسات التعليمية، مطلع الموسم الدراسي المقبل، تشهد مشاركة 16 مؤسسة تعليمية ومركزا للتفتح، عبأت كل إمكانياتها البشرية واللوجستيكية، بإشراف وتدخل مباشرين للمديرين الإقليميين واللجنة الجهوية بالأكاديمية، من أجل احتضان أزيد من 3000 تلميذ وتلميذة، للاستفادة من دروس الدعم والأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية، فضلا عن برنامج مكثف من الرحلات والجولات السياحية الهادفة، والتي همت في جزء كبير منها تلاميذ وتلميذات العالم القروي.
ووفق برنامج محكم يمتد لأسبوعين، جندت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة والمديريات التابعة أطقما تربوية وإدارية، حيث بلغ عدد الأساتذة والأستاذات 128، إضافة إلى 48 منظمة شريكة، بمعدل ثلاثة شركاء بكل مؤسسة تعليمية محتضنة للبرنامج، علما أن هذه الجمعيات الشريكة متخصصة في العمل الجمعوي والثقافي والتربوي، أبت إلى أن تساهم بخبرتها في تنفيذ برنامج المدرسة الصيفية.
وجدير بالإشارة إلى أن برنامج المدرسة الصيفية يهم أزيد من 3000 تلميذ وتلميذة، بجهة الرباط سلا القنيطرة، موزعين على 424 تلميذا بمديرية الخميسات، و571 تلميذة وتلميذا بمديرية الخميسات، و493 بمديرية سيدي قاسم، و456 بمديرية سيدي سليمان، و651 تلميذا بمديرية القنيطرة، ثم 414 تلميذا وتلميذة بمديرية سلا.
ويستفيد حوالي 3000 تلميذ وتلميذة بالجهة من برنامج مكثف للأنظمة المبرمجة في المدرسة الصيفية، موزعة على مسارين، وهما مسار التأهيل الذي يتعلق بالدعم البيداغوجي في مادتي الرياضيات واللغة الفرنسية، بمعدل 10 ساعات لكل مادة، ثم الأنشطة الموازية والتي تشمل الجوانب التعليمية والثقافية، ثم الرياضية، فيما يرتبط مسار التفتح بأنشطة المسرح والموسيقى والرسم، حيث خصصت 40 ساعة لهذه الأنشطة، بمعدل ثلاثة أنشطة أو نشاطين لكل تلميذ وتلميذة.
يومية “الأخبار” زارت مؤسستين تعليميتين بكل من ثانوية يعقوب المنصور الإعدادية بمديرية الصخيرات تمارة، وثانوية عين جوهرة الإعدادية بمديرية الخميسات، ورصدت انطباعات جد إيجابية للتلاميذ والتلميذات المستفيدين من هذا البرنامج المكثف من الدعم البيداغوجي والأنشطة الموازية، كما تحدثت الجريدة إلى بعض الآباء، الذين أشادوا بمبادرة وزارة التربية الوطنية، وتضحية عشرات الأساتذة والأطر الذين احتضنوا التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، من أجل دعمهم دراسيا، وتمكينهم من برنامج ترفيهي وثقافي ورياضي متكامل، ينقذهم من اليأس الذي يمهد لمغادرتهم فصول الدراسة، ما يضمن عودتهم السلسة إلى المؤسسات التعليمية، مطلع السنة الدراسية المقبلة، وفق تصريحات بعض الآباء ليومية “الأخبار”.
وكان بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، توصلت “الأخبار” بنسخة منه، قد أكد انطلاق برنامج المدارس الصيفية، يوم الاثنين 14 يوليوز 2025، والذي يستهدف أزيد من 31.000 تلميذة وتلميذ من التعليم الابتدائي والإعدادي على مستوى مختلف جهات المملكة.
وأفاد المصدر نفسه بأن هذا البرنامج يأتي تنفيذا لمقتضيات المذكرة الوزارية رقم 1437/25، بتاريخ 26 يونيو 2025، والتي ترمي إلى ضمان التحاق التلميذات والتلاميذ المهددين بعدم إعادة التسجيل بالمؤسسات التعليمية، برسم الموسم الدراسي 2025-2026.
ويهدف البرنامج الاستثنائي الذي أعلن عنه الوزير برادة إلى تقوية التعلمات الأساسية، وتنمية الكفايات الذاتية والمهارات الحياتية، من خلال تنظيم أنشطة تربوية وترفيهية تستمر لأسبوعين. ويُنتظر أن يسهم في تحسين فرص إعادة الإدماج الدراسي، وتقليص مؤشرات الانقطاع عن الدراسة.
وحسب معطيات رسمية للوزارة، تم تخصيص أكثر من 90 ثانوية إعدادية و80 مركزا للتفتح الفني والأدبي لاحتضان هذه الأنشطة، تحت إشراف وتأطير أزيد من 1200 أستاذة وأستاذ ومؤطرة ومؤطر، بدعم من شركاء جمعويين وفاعلين في مجال التربية والتكوين.
وأفادت نفس المعطيات الرسمية للوزارة بأن هذا البرنامج يندرج في سياق تنفيذ مضامين القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وتنزيلا لأهداف خارطة الطريق 2022-2026، خاصة تلك المرتبطة بالحد من الهدر المدرسي وتعزيز الإنصاف وتكافؤ الفرص.
كما يسعى البرنامج، الذي لقي استحسانا كبيرا من طرف الأسر، خاصة بتراب العالم القروي، إلى الوقاية من الهدر المدرسي وضمان حق المتعلمين في الاستمرارية الدراسية، من خلال اعتماد آلية اليقظة التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وتوفير الدعم النفسي والبيداغوجي اللازم لضمان اندماج سلس وآمن في الحياة المدرسية، خلال الموسم المقبل.





