
طنجة: محمد أبطاش
كشفت فعاليات مدنية أن مدينة العرائش تشهد في الآونة الأخيرة حالة من الركود غير المسبوق، أثرت بشكل مباشر على الحركية الاقتصادية والاجتماعية، وسط غياب مشاريع تنموية شاملة وقادرة على تحفيز الاستثمار وتحسين معيش السكان.
ونبهت الفعاليات إلى أنه رغم توفر المدينة على مؤهلات طبيعية وتاريخية مهمة، إلا أن واقعها التنموي يراوح مكانه، في ظل تجميد عدد من المشاريع التي ما زالت تنتظر التأشير من السلطات المختصة على مستوى عمالة الإقليم، وعلى رأسها عامل الإقليم، بوعاصم العالمين، الذي عين عاملا للإقليم منذ سنة 2019.
ويُرجع عدد من المتتبعين هذا الوضع المقلق إلى تعثر تنزيل رؤية تنموية مندمجة، وبطء المساطر المرتبطة بالمصادقة على المخططات التنموية الموضوعة أمام أنظار عمالة إقليم العرائش، والتي من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية في البنية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة في حال تفعيلها.
واستنادا إلى المصادر، فإن من أبرز تجليات هذا الركود، ما تعرفه البنية التحتية من تدهور وتراكم في الأعطاب، فالطرق في وضعية متردية، ومداخل المدينة تفتقر للتأهيل، حيث تستقبل الزائر عدد من البنايات والمشاريع المتوقفة ويمتلكها نافذون يرفضون الامتثال للتوجيهات بإصلاحها أو تفويتها، في حين تئن المرافق العمومية تحت وطأة الإهمال.
وأشارت المصادر إلى أن من بين المشاريع التي تعرف ركودا ملموسا بإقليم العرائش، يبرز مشروع ضفة اللوكوس، الذي يفترض أن يكون واجهة سياحية إيكولوجية ومجالا مفتوحا للترفيه والاستكشاف البيئي. غير أن هذا المشروع، الذي صرفت عليه مبالغ مهمة في إطار شراكات متعددة الأطراف، ما زال حبيس مقاربة محلية محدودة، دون أي ترويج فعال له على الصعيدين الوطني والدولي، ومن تجليات ذلك وفق المصادر، نفور السياح من زيارة المدينة كما هو معتاد خلال الفترات الصيفية.
ومن أبرز المشاريع التي ظلت جامدة، رغم ما يراهن عليه من أثر سياحي وبيئي، يبرز مشروع تهيئة ضفة اللوكوس، الذي يفترض أن يشكل فضاء طبيعيا جاذبا للزوار والسياح، ورافعة للتنشيط الاقتصادي المحلي. غير أن هذا المشروع لا يزال يفتقر لرؤية تواصلية فعالة، ولا يحظى بأي ترويج خارجي، ما جعله يظل مجرد مبادرة محلية محدودة التأثير، رغم المؤهلات الكبيرة التي يزخر بها وادي اللوكوس ومحيطه الإيكولوجي الفريد. ووفق بعض المعطيات، فإن منصة فلاحية كبرى أخرى تسير ببطء شديد في المجال الفلاحي، حيث يعاني مشروع «أغروبول لوكوس» من تأخر ملحوظ في وتيرة أشغاله، رغم ما حظي به من دعم مالي مهم، وما يُرتقب أن يحدثه من فرص للشغل وتحفيز للاستثمار الزراعي. هذه المنصة، التي تُقام على مساحة 150 هكتارا بضواحي جماعة زوادة، وُضعت لها أهداف طموحة في مجال الصناعات الغذائية، لكنها ما زالت بعيدة عن تحقيق المردودية المنتظرة، في ظل ضعف التواصل المؤسساتي وتباطؤ استقطاب المستثمرين.





