طنجة: محمد أبطاش
كشفت صور عن كون القاذورات باتت تحاصر أبراج كورنيش طنجة، إلى جانب انتشار روائح كريهة باتت هي أيضا تخنق زوار مدينة البوغاز التي تعرف حركية غير عادية خلال الفترة الصيفية الحالية، حيث بات الكل يستغرب من تحول هذه الأبراج إلى أماكن للقاذورات والنفايات والأزبال، مع العلم أنها كانت تعتبر مفخرة مشروع التهيئة الحضرية والسياحية للمدينة. هذا وتحولت هذه الأبراج، خلال الأشهر الأخيرة، إلى مأوى ليلي للمشردين، الذين يستغلون غياب الحراسة وانعدام المراقبة ليبيتوا داخل هذه الفضاءات التي كانت مخصصة للمارة والسياح والزوار، وكذلك كسلالم للنزول إلى المرابد المتواجدة أسفل الكورنيش.
وبات كورنيش المدينة يعيش على وقع إهمال غير مسبوق، مع العلم أنه يندرج ضمن المشروع الملكي لطنجة الكبرى، وظل تحت الصيانة الدقيقة لغاية السنتين الماضيتين، إلا أن كل التجهيزات باتت مهترئة ومعطلة، مع تسجيل إحالة لصوص على غرفة الجنايات باستئنافية المدينة أخيرا، إثر سرقة الأبواب الحديدية من هذا الكورنيش بغرض إعادة بيعها في السوق السوداء، في ظل غياب حراسة خاصة وكاميرات للمراقبة والنظافة الدورية.
وتلقت السلطات المختصة، بسبب هذا الوضع، تقارير عن أن الشاطئ البلدي الذي يعتبر واجهة المدينة، يمر بحالة ارتباك غير مسبوقة بسبب عدد من المشاكل المتراكمة منذ عدة سنوات، والتي لم تعمل الجماعة على التخلص منها، وإيجاد الحلول التي من شأنها أن تولد الاطمئنان وتحدث انعطافا جديدا في تجربة هذا الشاطئ الذي يمر بحالة تدهور مستمر بسبب السياسة المعتمدة في تدبيره، والتي تتسم بغياب إرادة الإصلاح والعجز عن فرض النظام وضمان الأمن وتحسن الخدمات.
ومن ضمن العيوب التي وضعت ملايير برنامج طنجة الكبرى، تحت المجهر، غياب الصيانة لتجهيزاته التي بدأت في التفكك والتلاشي، بسبب عدم إخضاع الرصيف لعملية الصباغة والتنظيف، مع رصد التلوث الناتج عن تدفق المياه العادمة عبر واد مغوغة الذي لا زال يستقبل مصبات الصرف الحي التي تفرز الروائح الكريهة التي تملأ الفضاءات المجاورة لهذا المصب، فيما بات زوار الشاطئ معرضين للأخطار من خلال ظهور أسلاك كهربائية بشكل مباشر نتيجة تعرض الأعمدة للسرقة وكذلك الإهمال المستمر رغم تواجدها في أماكن حساسة.
