النعمان اليعلاوي
ما زال المصير المجهول يطبع محطة المسافرين «القامرة» بالرباط، بعد أزيد من عامين على إغلاقها، وما زالت تثير نقاشا محتدما بين سكان يعقوب المنصور، والتجار المحليين، والمجتمع المدني، وسط غياب رؤية واضحة لمستقبل هذا الفضاء الذي ظل لعقود القلب النابض للحركية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
وكان قرار الإغلاق المفاجئ، الذي اتخذه مجلس جماعة الرباط، إبان رئاسة أسماء غلالو، قد ترك آثارا مباشرة على شارع الكفاح والمناطق المجاورة، حيث عبر عدد من التجار وأرباب المقاهي والمطاعم عن تذمرهم مما وصفوه بـ«المصير الغامض» الذي ينتظرهم. وقال عضو بجمعية تجار الشارع إن المجلس الجماعي لم يتشاور مع المهنيين، ولم يعرض عليهم أي تصور حول المرحلة المقبلة، بالرغم من الجهود السابقة التي بُذلت لتأهيل الشارع وإنعاش محيطه التجاري.
إلى ذلك، تحولت المحطة المغلقة إلى فضاء مهجور، فيما يُحذر البعض من أن يتحول إلى قبلة للمتشردين ومرتعا للجريمة، كما جاء في مراسلة لفاروق مهداوي، المستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار، الذي اقترح تحويل المحطة إلى فضاء للمعارض والأنشطة الثقافية. اقتراح لقي استحسانا مبدئيا من فاعلين محليين، نظرا للرمزية التاريخية للمكان، ولبنيته التحتية التي يمكن تكييفها دون كلفة مالية ضخمة.
في المقابل، قالت مصادر من مجلس مدينة الرباط إن الحديث عن مصير محطة «القامرة» يطرح العديد من الإشكالات، نافية أي نية لتحويلها إلى مشروع سكني، أو مركز تجاري ضخم. وأكدت المصادر ذاتها أن الأرض التي شُيدت عليها المحطة، بعد نقلها من باب الأحد في ثمانينيات القرن الماضي، تعود ملكيتها إلى الدولة، وهي تحت تصرف الجماعة التي تُعدّ حاليا تصورا متكاملا لتأهيل المنطقة.
ويبقى الرهان، بحسب عدد من المتتبعين، هو تجاوز المقاربة القطاعية الضيقة، والمرور إلى بلورة مشروع تنموي حقيقي يُعيد دمج هذا الفضاء داخل دينامية المدينة، ويحفظ ذاكرته، ويوفر وظائف حضرية واجتماعية تستجيب لحاجيات السكان والمهنيين على حد سواء. في الوقت الذي أشار اتحاد تجار شارع الكفاح، حيث توجد المحطة، إلى أن «إغلاق هذه المحطة وعدم استثمار البناية القديمة، حولها إلى منطقة «مهمشة»، وأضر بشكل كبير بنشاط التجار».
