حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأي

بؤرة “شبه” دراسية

يونس جنوحي

لسنا وحدنا من تخبط في مشكل فتح الشواطئ والفضاءات العامة، ثم العودة إلى إغلاقها لاحقا. العالم كله ضاع بين مد وجزر في معركة ضد “كورونا” تقترب من شهرها التاسع تقريبا.
مدن أوربية فتحت كل فضاءاتها بعد تفعيل قرار رفع الحجر الصحي، ثم عادت لتغلق فضاءات بعينها، بعد أن تحولت إلى بؤر جديدة للوباء. في حين انطلقت حملات توعوية تدعو الجميع إلى الاستعداد للأسوأ.
وفي القارة نفسها، خصوصا في الدانمارك والسويد، تم التخلي تماما عن الحجر الصحي، وبات بإمكان المواطنين التجول بالسراويل القصيرة والجلوس في المقاهي للاستمتاع بالشمس، وليقع بعدها ما يقع.
هؤلاء، لديهم منظومة صحية متكاملة، فضلوا أن يواصلوا حياتهم مع تشديد شروط السلامة الفردية. بينما دول العالم الثالث تعيش على إيقاع الترقب والخوف.
بدأت دول كثيرة في أوربا وأمريكا الموسم الدراسي، وسجلت حالات إصابات بالوباء، ليتم فورا إغلاق مؤسسات تعليمية عمومية، قبل أن تتحول إلى بؤر جديدة.
هذا ما يهيمن على أخبار العالم هذا الأسبوع. استطاع “كورونا” أن يخطف الأضواء من الجميع، من الجماعات المسلحة في إفريقيا التي تلاحق “بوكو حرام” التي ربما يكون أفرادها قد قتلوا مواطنين عزل بأعداد تفوق كثيرا أعداد الوفيات بسبب الفيروس.
لم يعد أحد يتحدث عن مشاكل الاقتصاد في أوربا الشرقية، ولا ديون اليونان للاتحاد الأوربي، خصوصا بعد أن عاش الأوربيون على إيقاع سيناريو يترقب سقوط أوربا الاتحادية، بعد فضائح سرقة الإمدادات الطبية في المطارات. سرق الألمان آليات طبية موجهة أساسا إلى الإيطاليين. وتعرضت طائرات تنقل الإعانات للنهب “الرسمي” على طريقة القرون الوسطى. لكن الاتحاد خرج قويا من المحنة، وانشغل الجميع بأخبار اللقاح بدل تصفية تلك الخلافات الحادة.
أما عندنا، فما زلنا ننتظر ما سوف تأتي به الأيام المقبلة. نؤدي الآن ضريبة الانتقالات المكثفة للمواطنين قبل ثلاثة أسابيع، حيث سافر مئات الآلاف من المواطنين للاحتفال بعيد الأضحى في كل الاتجاهات.
تراجعت مدينة طنجة لتترك المكان للدار البيضاء، موطن أكبر تجمع للمغاربة، وتم تدارك مشكل الاصطياف مع ما يمكن أن يتسبب فيه من كوارث ترفع الإصابات إلى السقف، لأن المواطنين طبعا ينزلون إلى البحر بدون كمامات، و”كورونا” يستطيع السباحة.
باقتراب شهر شتنبر، يأتي النقاش حول الموسم الدراسي، خصوصا أن امتحانات السنة الأولى من البكالوريا لم تُجر بعد. كما أن امتحانات الموسم الجامعي لم تُجر أيضا، وينتظر أن يتم تدبر الأمر قبل انطلاق الموسم الحالي، وسط وعود باستعمال التقنيات وتوزيع الطلبة على المراكز الإقليمية واحترام التباعد الاجتماعي.
أما قضية الحسم في أن يكون الدخول المدرسي المقبل اختياريا أو إجباريا، فتلك مسألة أخرى تتداخل فيها الأسباب. يجب أن توضع طاولة للحوار يجتمع فيها الأوصياء على قطاع التعليم مع مختلف تمثيليات الأساتذة وأولياء الأمور، وإشراك الجميع للخروج بحل ينقذ الموسم الدراسي، حتى لا تُسجل سنة بيضاء في المغرب بسبب التخبط في مخاوف انفجار بؤر “دراسية”.
هناك ملايين التلاميذ الأبرياء ينتظرون ما سوف تأتي به الأيام المقبلة، ومنهم من يتابع نقاشات غير صحية بالمرة في وسائل التواصل الاجتماعي. أطراف تسب رجال التعليم وتعلق كل المشاكل على ظهورهم، وكأنهم سبب انتشار الوباء. بينما آخرون يحملون فزاعة “المدارس الخصوصية” ولا يجدون حرجا في المطالبة بإلغاء الموسم الحالي، بنبرة لا تخلو من تعصب.
وسط هذه الدوامة في فنجان التعليم، علينا جميعا أن نتذكر أن هناك رئيس حكومة سابقا، يتقاضى تقاعدا شهريا يفوق أجرة أستاذ لسنة كاملة، مع احتساب “البريمات”، سبق له أن صرح في أكثر مناسبة أن الوقت قد حان لكي ترفع الدولة يدها عن التعليم والصحة.
هذه المحنة أكبر دليل على أن التعليم والصحة، يجب أن يبقيا دوما قطاعين عموميين، وإصلاحهما يبدأ الآن.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى