شوف تشوف

الرئيسيةمجتمع

بركة يتهم الحكومة بالفشل ويدعو لانتخاب أخرى منسجمة وبمكونات محدودة

عبر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، عن خيبة أمله مما وصفه بفشل الحكومة في إحداث القطائع الضرورية مع السياسات العمومية التي نهجتها طيلة ولايتها الحكومية، وتفويتها لفرص عديدة أتيحت لها والتي كان من الممكن استثمارها بالشكل الأمثل في مباشرة تنزيل الإصلاحات الضرورية في مختلف القطاعات والمجالات.

واستحضر بركة في العرض السياسي الذي قدمه أمام أعضاء اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، مواقف سابقة لهيئته السياسية من السياسات العمومية التي تنهجها الحكومة، مشيرا إلى أن استمرار انتشار جائحة كورونا عمق “المنحنى التراجعي لبلادنا، وتؤدي بنا إلى الطريق المسدود، بل وتكاد تعيدنا إلى المستويات والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية لمرحلة التسعينات من القرن الماضي“.

وأرجع الأمين العام لحزب الميزان ضرورة القطع مع ما وصفها بالسياسات العقيمة المتبعة من طرف الحكومة، إلى انسداد الأفق الإصلاحي للحكومة وسياساتها الارتجالية، داعيا إلى إطلاق جيل جديد من السياسات العمومية بهدف الحد من التداعيات المذكورة، ومواجهة الأزمة الخانقة التي تعاني منها البلاد.

وفي الوقت الذي توقف فيه بركة عند المقومات التي ساهمت، بحسب تعبيره، في صمود مختلف مكونات الشعب المغربي في مواجهة الجائحة، أكد أن تداعيات الأزمة التي خلفتها الجائحة لم تحل دون تعرية الواقع الاقتصادي والاجتماعي والصحي وطنيا.

كما أشار إلى أن الجائحة كشفت عن حجم وتراكمات الاختلالات والنواقص البنيوية العميقة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، من قبيل هشاشة النظام الصحي الوطني، وبروز الحجم الكبير الذي يمثله القطاع غير المهيكل والنسبة المرتفعة لعدد العاملين فيه، وحدة تفاقم الفوارق الاجتماعية والمجالية والرقمية في قطاعات استراتيجية وحيوية كالتعليم والصحة، ناهيك عن ضعف مناعة المقاولات المغربية، وعدم قدرتها على تحمل تبعات الجائحة وتداعياتها، وعجز النسيج الإنتاجي عن تلبية احتياجات السوق الوطنية.

وبعدما وصف المتحدث قرار اعتماد الحجر الصحي الذي دام ثمانين يوما، بالفرصة الذهبية التي كان على الحكومة استثمارها والتحضير لمرحلة ما بعد الحجر الصحي، وما حظيت به من ارتفاع منسوب الثقة عند المواطنين، وإمكانيات مادية هائلة بفضل الصندوق الذي أحدثه الملك محمد السادس لمواجهة الجائحة، غير أن الحكومة أهدرت كل الفرص المتاحة وأخلفت الموعد. أكد أن الحكومة قد تملكها الغرور والإشباع المؤقت، واستعجلت الفوز بالمعركة ضد كورونا قبل الأوان، وخيِّل إليها أن الأمر حُسِم، فقامت بتجميع المصابين بكورونا من مختلف المناطق بمستشفيين ميدانيين في كل من بنسليمان وبنكرير.

وعرج التقرير السياسي الذي قدمه نزار بركة على ما خلفه الانتشار السريع للجائحة بعد تخفيف الحجر الصحي، من إرباك ليقينيات الحكومة، فتفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية، التي أعلنت فشل المقاربة الحكومية المعتمدة في تدبير أزمة “كورونا”، حيث بدت مؤشرات الفشل واضحة للجميع، وبما فيها مكونات من الأغلبية الحكومية.

وأكد بركة أن الحكومة لا تعطي الاعتبار للمواطنين ولا تحترم ذكاءهم وكرامتهم، بل وتتعامل معهم كأنهم قاصرون، عليهم فقط تطبيق ما يتم اتخاذه من قرارات مرتجلة، مثل ما حدث إبان فترة العيد الأضحى، والدخول المدرسي وملف المغاربة العالقين بالخارج وتدبير التواصل الحكومي.

وعلاقة بموضوع الاستحقاقات التشريعية المقبلة، دعا نزار بركة إلى تثبيت المكتسب الديمقراطي المتمثل أساسا في الحفاظ على دورية مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، من خلال تعبئة وتحفيز المواطنين على المشاركة المكثفة في الانتخابات المقبلة من أجل تشكيل حكومة منسجمة بمكونات محدودة، خصوصا مع ما تشكل لدى حوالي 93 في المائة من المغاربة، وفق ما جاء في العرض السياسي لنزار بركة، بأن الحكومة الحالية قد وصلت إلى حدودها، وأنهم لا يثقون في قدرتها على مواجهة الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى