
دق عدد من قاطني التجمعات السكنية بجماعة مليلة بإقليم بنسليمان، وخاصة سكان دوار الطرش، ناقوس الخطر بسبب تزايد عمليات حفر الآبار بطرق غير قانونية من طرف بعض المزارعين، الذين أصبحوا مختصين في الزراعات السقوية (البطاطس)، في وقت تعرف المنطقة نقصا كبيرا في الماء بسبب تراجع منسوب مياه الآبار التي جفت بعضها.
وطالب سكان جماعة مليلة، وخاصة بالمناطق الأكثر تضررا من عملية الزراعة السقوية، بتدخل السلطات المحلية لوضع حد لهذه الفوضى جراء نضوب عشرات الآبار غير القانونية داخل عشرات الهكتارات التي يتم كراؤها واستغلال مياهها الجوفية من طرف العديد من المزارعين، ضمنهم منتخبون وأعيان، بحسب الشكاية التي وضعت على مكتب عامل إقليم بنسليمان، للمطالبة بالتدخل لوقف نزيف استنزاف الفرشة المائية، وتقنين عملية كراء أراض من أجل الزراعة السقوية، حيث يقوم عدد من الفلاحين باستغلال مجموعة من الآبار التي تعمل على مدار الساعة، بالإضافة إلى استعمال أنابيب لسقي أراض أخرى تبعد عن تلك الآبار بمسافات كبيرة، ما جعل الآبار، التي كانت في وقت سابق بعمق 80 مترا وتستغل في الشرب، تجف بسرعة، فضلا عن انخفاض منسوب المياه الجوفية ببعض المناطق الفلاحية بتراب جماعة مليلة، ما خلق أزمة عطش لدى الساكنة التي كانت تستعمل مياه الآبار في الشرب وكذا الفلاحين الصغار، سواء بالنسبة للماء الشروب أو لسقي الأراضي ذات المساحة الصغيرة، ما أثر سلبا على الفرشة المائية وآبار الفلاحين الصغار.
وتعيش مجموعة من الدواوير السكنية بتراب جماعة مليلة، منذ شهور، على صفيح ساخن بسبب أزمة العطش التي باتت تهدد الأمن الاجتماعي بالمنطقة، وجعلت سكان الجماعة يخرجون عن صمتهم لمطالبة الجهات المعنية بتوفير حلول فورية للمشكل الذي عمر طويلا، سيما أن المنطقة أصبحت تعاني ندرة الموارد المائية الجوفية والسطحية بعد تراجع منسوب المياه في الفرشة المائية، وهي الوضعية التي تفاقمت مع تزايد المساحات المزروعة، مطالبين بتقنين عملية السقي من خلال استعمال العدادات بالآبار المرخصة وهدم غير المرخصة، مع حصر لائحة الأشخاص الذين يقومون ببيع المياه الجوفية بدون سند قانوني.
يأتي هذا في وقت كان سكان عدد من الدواوير بجماعة مليلة دقوا ناقوس الخطر بسبب شح مياه الآبار بعد أن باتوا مهددين بالعطش، ما جعلهم يهددون بتنظيم مسيرة احتجاجية صوب مقر العمالة، بعدما عجزت السلطات عن إيجاد حلول لأزمة العطش ووقف استنزاف الفرشة المائية لأغراض فلاحية، مع المطالبة بإيصال قنوات الماء الصالح للشرب إلى أقرب التجمعات السكنية أو إنشاء ثقوب جوفية لجلب المياه من أجل التخفيف من حجم المعاناة اليومية التي يواجهونها في مسيرة يومية للبحث عن مياه الشرب.
هذا في وقت استغرب متتبعو الشأن المحلي، ومعهم سكان الدواوير المتضررة، عدم تحرك المجلس الجماعي الذي ترك السكان يواجهون العطش ومعاناة البحث عن قطرة ماء بدواوير بعيدة عنهم.





