شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةمجتمع

بنعزوز يغرق شركة الطرق السيارة بالمقربين منه

 

 

 

صاحبة شركة استفادت من صفقات وسفريات قبل تعيينها مديرة للموارد البشرية

 

 

محمد اليوبي

 

رغم أن الشركة الوطنية للطرق السيارة تمر بأزمة مالية خانقة تهددها بالإفلاس، منذ تعيين مديرها العام، أنور بنعزوز، في يناير 2014، يواصل هذا الأخير إغراق الشركة بالمقربين منه، بحيث كان آخر تعيين أقدم عليه هو وضع صاحبة شركة في منصب مديرة للموارد البشرية والتواصل، بعدما شغلت منصب مستشارة في التواصل والعلاقات العامة بالمديرية العامة منذ شهر يناير 2019، وذلك بعد إجراء مباراة على المقاس.

وتفجرت فضيحة من العيار الثقيل في وجه بنعزوز مباشرة بعد هذا التعيين، حيث حصلت “الأخبار” على وثائق تثبت أنه فوت لهذه السيدة “ف.ز” التي كانت تملك شركة مكلفة بالتواصل والعلاقات العامة، أو عبر شركات أخرى في ملكية مقربين منها، عدة سندات طلب وعقود بمبالغ سخية، حيث بلغ مجموع المبالغ المحصل عليها، حسب الوثائق، ما يفوق ثلاثة ملايين درهم بين سنوات 2015 و2018.

كما استفادت هذه السيدة المحظوظة في الفترة نفسها وقبل أن تحط الرحال بالشركة بطريقة مباشرة وشخصية من تغطية مصاريف سفرياتها داخل وخارج أرض الوطن، ممولة من ميزانية الشركة، والتي هي أموال عمومية. وحسب المعطيات والوثائق التي تتوفر عليها الجريدة، فقد استفادت من أداء مصاريف تذاكر الطائرة والإقامة بفندق بالعاصمة الفرنسية باريس، كما استفادت من أداء مصاريف الإقامة بفندق فاخر بمدينة مراكش.

وتشير الوثائق إلى أن صاحبة شركة التواصل بعدما كانت تحصل على صفقات من الشركة، أصبحت بقدرة قادر تحتل مراكز وظيفية هامة بشركة الطرق السيارة بالمغرب، مستغلة علاقاتها “المتشعبة” مع المدير العام، حيث قام بتعيينها في شهر فبراير 2019،  لأول مرة في منصب مستشارة خاصة لدى المدير العام، مكلفة بالتوصل، حيث كانت تستفيد من عدة امتيازات لا يستفيد منها أُطر ومسؤولون قضوا أزيد من 15 سنة بالشركة، ثم بعد ذلك قرر المدير العام تعيينها في منصب مديرة للموارد البشرية بالنيابة منذ شهر أكتوبر 2020، بالإضافة إلى منصبها السابق كمستشارة مكلفة بالتواصل، قبل أن يتم تعيينها بشكل رسمي منذ شهر يونيو 2021، في منصب مديرة للموارد البشرية والتوصل بالشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، وهو ما أثار استغرب عدد من الأطر ذوي التجربة والكفاءة في التدبير الإداري، خاصة أن هذه المسؤولة لم يسبق لها أن شغلت أي منصب مماثل وليست لها أي تجربة في إدارة الموارد البشرية وخصوصا في مؤسسة كبرى واستراتيجية مثل شركة الطرق السيارة بالمغرب.

يذكر أن الشركة الوطنية للطرق السيارة تمر بأزمة مالية خانقة تهددها بالإفلاس، منذ تعيين مديرها العام، أنور بنعزوز، في يناير 2014، باقتراح من وزير التجهيز والنقل السابق، عزيز رباح، حيث كان يشغل بنعزوز منصب مدير ديوانه بوزارة التجهيز والنقل منذ سنة 2012، وتفاقمت الأزمة المالية للشركة بسبب تداعيات الإغلاق والحجر الصحي الذي فرضته السلطات لمواجهة وباء كورونا.

وتعرف ميزانية الشركة عجزا ماليا خطيرا، ينضاف إلى تراكم الديون التي أصبحت تفوق 40 مليار درهم، جعلتها من أكثر الشركات مديونية على الصعيد الوطني، حيث بلغت النتيجة الصافية للشركة خلال السنة الماضية عجزا بناقص 933 مليون درهم، ورغم هذه الأزمة يواصل بنعزوز إغراق الشركة بالمقربين منه في مناصب المسؤولية بأجور وامتيازات خيالية، كان آخرها تعيين مديرة للموارد البشرية والتواصل، بعدما شغلت منصب مستشارة في التواصل والعلاقات العامة بالمديرية العامة منذ شهر يناير 2019، وذلك بعد إجراء مباراة على المقاس، وأعلن قبل ثلاثة أيام عن مباراة أخرى لشغل منصب رئيس مشروع منظومة معلومات الموارد البشرية وذكاء الأعمال.

وأفاد تقرير حول المقاولات والمؤسسات العمومية ضمن وثائق مشروع قانون المالية لسنة 2022 المعروض على أنظار البرلمان، بأنه كان للتدابير التقييدية المرتبطة بمواجهة تبعات جائحة کوفید-19، لاسيما تلك المتعلقة بالحجر الصحي والحد من التنقل، انعکاس مباشر على تراجع حركة المرور، حيث أدى ذلك إلى تقليص مداخيل الأداء وتعطيل سير مشاريع البنية التحتية. وفي هذا السياق المتسم باستمرار الأزمة الصحية وتداعياتها، ونتيجة للتدابير التقييدية المتخذة، انخفض رقم المعاملات لسنة 2020 بنسبة 26 بالمائة (2.420 مليون درهم) مقارنة بسنة 2019.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى