
النعمان اليعلاوي
تشهد مدينة سلا، مع انطلاق الموسم الصيفي، حالة استنفار في صفوف سلطاتها المحلية لمواجهة مظاهر الفوضى، التي تطبع عددا من شواطئها، بفعل الاستغلال العشوائي للمساحات الرملية، وانتشار مظاهر التسيب، وغياب احترام قواعد النظافة والسلامة. ويأتي هذا التحرك في وقت تتزايد فيه أعداد المصطافين القادمين من مختلف المدن المجاورة، مما يستدعي اعتماد مقاربات جديدة تضمن التوازن بين الإقبال الكثيف على الشواطئ والحفاظ على النظام العام والبيئة.
وأثار شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، موجة استغراب واستياء كبيرين، بعدما وثق مشهدا صادما لمجموعة من الأشخاص مجهولي الصفة يعمدون إلى نصب حاجز غير قانوني فوق طريق عمومية تؤدي إلى شاطئ «سيدي بوغابة»، بضواحي مدينة سلا، حيث يقومون بفرض إتاوات مالية على أصحاب السيارات، مقابل السماح لهم بالمرور.
ويُظهر الشريط قيام هؤلاء الأشخاص، الذين لا يحملون أي شارات أو وثائق رسمية، بتوقيف المركبات القادمة من الطريق الرئيسية نحو الشاطئ، ومطالبة السائقين بدفع مبالغ مالية تحت ذريعة «تنظيم المرور»، أو «توفير الحراسة»، في غياب تام لأي تدخل من السلطات المحلية أو المصالح الأمنية، ما يُطرح معه أكثر من علامة استفهام حول مدى قانونية هذه الممارسات وتواطؤ محتمل في التغاضي عنها.
في المقابل، تدخلت سلطات سلا لاعتماد نظام تدبيري جديد بشاطئ الأمم بجماعة بوقنادل، الواقعة تحت نفوذ عمالة سلا، من خلال منح تدبير الشاطئ لجمعية مدنية، في إطار برنامج «شواطئ نظيفة»، بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، واحتضان من شركة التدبير المفوض للماء. وتم رفع اللواء الأزرق للمرة السادسة تواليا في الشاطئ، وهي العلامة الإيكولوجية الدولية التي تُمنح للشواطئ الملتزمة بمعايير دقيقة في جودة المياه، والتجهيزات، وتدبير النفايات، والتربية البيئية، ما يعكس الرغبة في جعله نموذجا وطنيا في التدبير الساحلي المستدام، والتي تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
في هذا السياق، قالت مصادر من عمالة سلا إنه قد تم الاشتغال على برنامج محدد من أجل تأهيل الشواطئ، على رأسها شاطئ الأمم في سياق مواكبة الموسم الصيفي، حيث تم تخصيص فضاء تنشيطي متكامل، إضافة إلى مكتبة رقمية تتضمن محتوى بيئيا متنوعا حول مواضيع التنمية المستدامة. كما يتم عرض معلومات عامة مرتبطة بجودة مياه الاستحمام ومواقيت فتح الشاطئ وغيرهما من البيانات التي تهم الزوار.





