
محمد اليوبي
شهدت جلسة الأسئلة الشفوية التي عقدها مجلس النواب، أول أمس الاثنين، فوضى عارمة كادت أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه، بعد دخول وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، في عراك مع نواب حزب العدالة والتنمية، ما تسبب في توقيف الجلسة للمرة الثانية بعد توقيفها في بدايتها.
وبعد انطلاق الجلسة، دخل رئيسها، إدريس الشطيبي، عن الفريق الاشتراكي، في صراع مع نواب حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك بعد إثارة نقطة نظام من طرف الفريق الاشتراكي حول استمرار غياب الوزراء عن الجلسات، ليتدخل الشطيبي معقبا بالقول إن الوزراء يتغيبون عن الجلسات في حين يحضرون أنشطة حزبية في نهاية الأسبوع، مشيرا إلى نزول وزراء حزب الأصالة والمعاصرة إلى مدينة صفرو لحضور نشاط حزبي، ما أثار رد فعل قويا من طرف البرلماني عن «البام»، عبد الرحيم بوعزة، الذي دافع عن حضور وزراء الحزب في الأنشطة الحزبية، معتبرا أن ذلك يدخل في إطار تنزيل التوجيهات الملكية الداعية للتواصل مع المواطنين، واتهم رئيس الجلسة باستغلال منصبه للقيام بحملة انتخابية، لأنه يترشح بدوره في مدينة صفرو.
وبعد عودة الهدوء إلى قاعة الجلسات، تفجر الوضع من جديد، عند مساءلة وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، من طرف نائبة برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، حول القانون الجديد لمهنة العدول، الذي أثار الجدل، ليرد عليها وهبي بأنه سيقدم كل المعطيات أثناء تقديم القانون أمام لجنة العدل والتشريع، وهو الجواب الذي لم يرق برلمانية «البيجيدي»، وهاجمت الوزير بلغة شديدة اللهجة، ليرد عليها الوزير وهبي باللهجة نفسها، وطلب منها أن تقرأ القانون قبل مهاجمته، واعتبر مداخلتها بمثابة بيان سياسي صادر عن «مجلس قيادة الثورة».
طريقة جواب الوزير وهبي أثارت احتجاج نواب مجموعة العدالة والتنمية، حيث تدخل عبد الصمد حيكر، طالبا من وهبي احترام البرلمانيين والتعامل معهم بطريقة لائقة، فدخل في مشادة كلامية مع الوزير، ما اضطر رئيس الجلسة إلى إشهار ورقة الطرد من الجلسة في حق حيكر، وبعدما رفض هذا الأخير الامتثال للقرار، وقعت فوضى وتبادل للاتهامات بين نواب العدالة والتنمية ونواب الأصالة والمعاصرة، وكادت الأمور أن تتطور إلى عراك واشتباك بالأيدي بين وهبي وحيكر، قبل أن يتدخل وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، لإخراج وهبي من قاعة الجلسات إلى حين عودة الهدوء إلى الجلسة التي توقفت مرة أخرى، بعدما هاجم رئيسها الشطيبي نواب حزب العدالة والتنمية، واتهمهم بعدم الاحترام، وخاطبهم بالقول «أنتم ماركسيون على سنة الله ورسوله».





