
من هم زملاؤك داخل الرجاء في تلك الفترة؟
أولهم سعيد غاندي، التاجلي، باريو، الروبيو، باقدير، مصطفى تريفيشة، دحان، بنزيت، حسنتي، حميد كوميز، واللائحة طويلة..، الذاكرة لا تسعفني لاستحضار كل اللاعبين، منهم من مات ومنهم من ينتظر.
الجميل هو أن هذه العناصر ستصعد إلى فئة الفتيان سريعا وفزنا ببطولة المغرب حين هزمنا نجم الشباب بعناصره القوية. كنت أجمع بين الدراسة والكرة وبعد تجاوز المرحلة الابتدائية انتقلت إلى ثانوية مولاي عبد الله بحي لارميطاج. هناك وجدت فضاءات واسعة لممارسة الكرة، في زمن كان أغلب الأساتذة والإداريين أجانب، وكان في الثانوية ملعب يساعدنا على ممارسة هوايتنا المفضلة.
كيف عشت أيامك الأولى في الرجاء الرياضي؟
في تلك الفترة، ومع بداية الاستقلال، كانت الفرق المغربية تتمسك بمدربيها، وكان المدربون هم أصحاب القرار وليس الرؤساء. كان «الأب جيكو» مدربا للرجاء لمدة طويلة وفي الوداد القدميري وفي الشباب لخميري وفي الراك بيلار وفي الطاس الزاولي وفي وجدة بن إبراهيم، إلى غيرهم من المدربين الذين يتميزون بوضع العين على الفئات الصغرى ومتابعة نجوم فئة الفتيان بالخصوص، في ظل غياب الإمكانيات المالية للفرق حيث كان يصعب شراء عقد لاعب من فريق آخر وكل فريق يعتمد على خزانه من المواهب. كان من حسن حظي أن مدرب كبار الرجاء، «الأب جيكو»، كان يتابع مباراة فتيان الرجاء ضد أقرانهم لنجم الشباب بملعب الفداء بدرب السلطان، انتهت المباراة برباعية لفائدتنا وأظن أن سعيد غاندي سجل ثلاثة أهداف، وفوجئنا بـ«الأب جيكو» يدخل إلى مستودع الملابس ويقدم لنا التهاني على الانتصار، وقبل أن يغادره عين ستة لاعبين وطلب منهم الانضمام إلى تداريب الفريق الأول، دون عبور جسر فئة الشبان، وكنت واحدا من هؤلاء اللاعبين.
متى حملت قميص كبار الرجاء؟
حين كان عمري لا يزيد عن ست عشرة سنة، كانت أولى مباريات البطولة الوطنية للكبار، في شهر شتنبر على ما أذكر، وجمعت الرجاء بسطاد المغربي على أرضية ملعب «فيليب». نودي علي للالتحاق بالمجموعة في الملعب مباشرة من أجل تعويض حمان الذي كان يتواجد في مخيم صيفي. تناولت وجبة الغداء في بيتنا وتوجهت إلى الملعب، قلت للحراس إنني لاعب الرجاء فسخروا مني لأنني كنت صغير السن، لكن اللاعب ميلازو سيؤكد لهم صدق كلامي لألتحق بمستودع الملابس وأجد نفسي وسط لاعبين كنت أشاهدهم عن بعد وهم يكبروني سنا، على غرار الحارس الخلفي وباقي أعضاء الفريق أمثال ميلازو وعيلوات، والوزاني وبهيجة، وولد بريكة وحميد وعبد السلام.. أغلبهم كانوا يلعبون في المنتخب الوطني. سلمني «الأب جيكو» قميص حمان وطلب مني أن ألعب في مركز قلب هجوم. في الجولة الأولى بادر الفريق الزائر بتسجيل هدف السبق، وتمكنت من تسجيل هدف التعادل بارتماءة بالرأس، وكدت أن أسجل هدفا ثانيا لولا القائم. عموما تلقيت التشجيع من المدرب وأصبحت أتمرن مع الكبار.
كيف كان موقف والديك حين علما بانضمامك إلى كبار الرجاء؟
العائلة رفضت من أول الأمر التحاقي بفريق رسمي، وكانت تلح على الدراسة كأولوية في زمن لم تكن كرة القدم تعد مصدر رزق. كنت أخشى من غضبة أبي وغالبا ما أغادر البيت باكرا وأقصد ملعب الرجاء بالوازيس مشيا رفقة زملائي في الفريق، وكنت أدخل البيت منسلا حتى لا يشاهدني وأنا عائد من الملعب، لأنه كان يلح على الجانب الدراسي.
كيف كان مستواك التعليمي آنذاك؟
التوفيق بين التداريب مع الرجاء في حي الوازيس والدراسة في ثانوية مولاي عبد الله بحي لارميطاج كان صعبا جدا، لهذا كنت مضطرا للغياب في بعض الحصص الدراسية، أو التدريبية أحيانا. علما أن التعليم العمومي كان متشددا بوجود أساتذة وإداريين غالبيتهم من الأجانب.





