
حسن البصري
تلقى وليد صادي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لسعة قاسية من جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بسبب ما بدر من بعثة المنتخب الجزائري في مقر إقامتها بفندق «ماريوت» بالعاصمة الرباط.
وحذر جياني وليد من الانزلاقات التي رافقت البعثة الجزائرية، منذ وصولها إلى الرباط للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا.
أما باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فقال لرئيس «الاتحادية» الجزائرية، «لا تعبثوا باسم الجزائر لا تسعوا لإفشال عرسنا»، والعهدة على صحيفة «صنداي صن».
موقف بعض أفراد بعثة المنتخب الجزائري يثير السخرية حقا.
رفضوا الحضور إلى المغرب على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، الراعي الرسمي لدورة كأس إفريقيا، وأعرضوا عن السفر بل أصروا على ركوب طائرة تونسية. لكنهم ركبوا حافلة مغربية وضعها المنظمون رهن إشارتهم.
رفضوا شرب حليب وأكل تمر الاستضافة وأعرضوا عن طقوس الترحاب التي هيأتها إدارة الفندق.
رفضوا شرب الحليب وأكل التمور، حتى لا تبتل «الكالة» المدفونة تحت شفاه بعض لاعبيهم.
أصروا على عقد اجتماع في الفندق، وحجبوا صورة الملك محمد السادس، فتبين أن نظرات العاهل المغربي ترعبهم.
شعر طاقم الفندق بضجر شديد، من تصرفات رئيس الاتحاد الجزائري، وهو يوزع نظراته على كل جانب من جوانب الفندق، كأنه يبحث عن شيء مفقود.
كان الله في عون مستخدمي مقر إقامة المنتخب الجزائري في الرباط، فليس أمامهم سوى توزيع ابتسامات «صفراء» على أثقل ضيوف حلوا بالفندق.
ولأن الإثارة خارج الملعب هواية كثير من لاعبي المنتخب الجزائري، فقد أصر أحدهم على أن يتأبط «بوطا» بلاستيكيا، وقال إنه تدبير احترازي ضد برك الماء بالعاصمة.
حاول «مول البوط» استفزاز أحد مستخدمي المطار، فرد عليه:
«جبتي البوط ونسيتي ليكوش».
لم تتوقف انفلاتات البعثة الجزائرية عند هذا الحد، إذ حاول أفرادها حجب كل ما يمت بصلة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وشعارها، وكأن بها رجسا من عمل الشيطان.
اقترح أحد مهنيي السياحة، في تدوينة على صفحته الفايسبوكية، إدراج مادة «أخلاق الضيوف» في مناهج تكوين أطر الفندقة، وتزويد الطلبة بآليات مواجهة هذا النوع من الزبائن.
ما كل مرة تسلم جرة المنتخبات الجزائرية، نسوة وذكورا، فكلما شاركوا في تظاهرة كروية في بلادنا لفتوا الأنظار بتصرفات تزكي حكاية الابتلاء بجار مقلق.
تذكرون التصرف الأرعن لمدرب المنتخب النسوي الجزائري في ملعب الأب جيكو، خلال نهائيات كأس إفريقيا للسيدات، فقد استبدل فشله كرويا بصنع «البوز»، وحين خرج من المغرب صاغرا يجتر أذيال الإقصاء، استقبل في الجزائر استقبال الأبطال وأصبح ضيفا على قنوات الصرف، يروي غاراته الكارتونية لمحللين لا يجرؤ أحدهم على أن يسأله عن سر إقصاء منتخب بلاده من الدورة.
يبدو أن البعثة الرياضية الجزائرية تؤدي ضريبة الشحن الزائد من طرف الفيالق الإعلامية لنظامها العسكري، وتسعى جاهدة لوضع العصا في عجلة دورة إفريقية، حتى لا يكتب لها النجاح، لأن تاريخ الجزائر في تنظيم التظاهرات الرياضية القارية والعربية والمتوسطية مليء بالهفوات.
كان الله في عون المنظمين، الذين رمت بهم الأقدار إلى بعثة الجزائر، لن يسلموا من المطالب ومن الدسائس ومن الكمائن أيضا.
وددت لو أن «الكاف» سمح لمنتخب الجزائر بالإقامة في وهران، ومكنه من اللعب في وجدة، فما يفصل المدينتين سوى إقلاع وهبوط، أو ترخيص استثنائي بعبور من معبر «جوج بغال»، ومع انتهاء كل مباراة يعود الجزائريون إلى بلدهم آمنين.
مجرد مقترح، قبل أن يتم تفعيل المثل الجزائري الذي يرمز للمعاملة بالمثل،
«اللي باعك بالفول بيعو بقشورو».




