
أظهر نشر بايدن عن طريق الخطأ لتغريدة فيها صورة لخريطة المغرب دون صحرائه، حجم تعطش الخصوم الداخليين والخارجيين للمغرب، للشماتة في وطننا والتلذذ بإحراجه كما فعل البعض، الذين اعتبروا نشر بايدن لخريطة المغرب مبتورة، ليس سهوا بل رسالة مفكر فيها مادام أن كل حركات وسكنات بايدن لا ينطق بها الهوى رسائل لمن يهمه الأمر، وبعد حذف الصورة من طرف الإدارة الأمريكية ابتلع هؤلاء ألسنتهم ولم يكلفوا أنفسهم من باب المروءة والإنصاف عناء استدراك الأمر وملاءمة تغريداتهم مع ما استجد.
وقبل تغريدة بايدن حاول البعض استغلال صدور أخبار زائفة في منابر معادية بالخارج أو على صدر جرائد ومواقع مغربية لضرب صورة المغرب، كما هو الشأن بالنسبة للخبر الذي روجه نوع من الصحافة الإسبانية حول لجوء ثلاثة من عناصر القوات المساعدة لسبتة وطلب اللجوء السياسي، وهو الخبر الذي كذبته وزارة الداخلية جملة وتفصيلا، وكذبته حتى الجهات الإسبانية، إضافة إلى الأخبار المتعلقة بنفاد الأوكسيجين بمستشفيات مراكش تسبب في موت خمسة مرضى، وهو الخبر الزائف الذي تناقلته المواقع الإخبارية المغربية دون تثبت أو تحر.
والواضح أن هناك من يتمنى أن يدخل وطننا بأي طريقة مهما كانت زائفة ومضللة نفقا مظلما لا يخرج منه حتى تعم الفوضى وتسود حرب الكل ضد الكل، وهناك من تقوده ساديته إلى التلذذ بالمس بصورة المغرب من طرف الأعداء ولو بأخبار مختلقة كمؤامرة “بيغاسوس” لأن تمويلا خارجيا انقطع عن مؤسسته أو منصبا رفيعا أبعد منه أو لذة منعت عنه.
لكن الغريب وغير المقبول، بل المؤلم حقا، أن يساهم ويشترك جزء من المشهد الإعلامي الوطني عن جهل ودون أن يقدر عواقب ذلك، بنشر ادعاءات أو مزاعم تستهدف مصالح وطنه بحجة المهنية والسبق الصحفي دون التثبت والتأكد قبل تناقل الأخبار والتحقق من صحتها وصلابة مصادرها.
للأسف ما يقوم به بعض المترامين على مهنة صاحبة الإعلام تحت يافطة المهنية المفترى عليها، يستغله خصوم المغرب ببشاعة لضرب صورته أمام العالم وهدم الأسس التي جعلت بلدنا نموذجا متفردا في بناء استقراره، ودولة يحتذى بها في مواجهة جائحة كوفيد 19.
وما لا يستوعبه هذا البعض أنه حتى عندما تثبت أن المعلومات المنشورة حول بلدنا خاطئة ومزيفة، فإن ذلك لا يمنع الخصوم وأصحاب الأجندات المعادية من مشاركتها على نطاق واسع باسم مواقع إعلامية مغربية أو نشطاء مغاربة داخل مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الذين يستهدفون بلدنا لا تهمهم صحة المعلومات، خصوصا إذا كانت لا تخدم أهدافهم المعادية ولا تتوافق مع رغباتهم في تحطيم معنويات مؤسساتنا.
لذلك فإن الكثير من الجهد ينبغي أن يبذل من طرف كل الذين يملكون نصيبا من التأثير الإعلامي، للتدقيق في الحقائق قبل نشرها، خصوصا في سياق الحرب الإعلامية على بلدنا وحملة الاستهداف غير المسبوق تجاه مؤسساتنا السيادية من طرف منظمات ترتدي عباءة حقوق الإنسان وتختفي وراء افتتاحيات وبرامج لجرائد وقنوات، بينما يقتصر هدفها الحقيقي على ترويج المؤامرات ضد بلدنا للمس بأمنه واستقراره.




