حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

رمزي صوفيا:وزير الإعلام المغربي والقوات المسلحة سهلا مأموريتي أثناء تغطية المسيرة الخضراء

 

رمزي صوفيا (كاتب وصحافي عراقي):

 

 

متى بدأت علاقتك بالمغرب؟

بدأت أتعرف على المغرب من خلال سفيره في لبنان أحمد بنسودة، جمعتني به علاقة صداقة وأنا أشتغل في قطاع الصحافة في بيروت. كنت حينها من بين الصحافيين المدافعين عن المغرب في كل المجلات والجرائد التي كنت أكتب فيها. في عام 1975 تلقت جريدة «السياسة» الكويتية، التي كنت أعمل بها، دعوة من المغرب للمشاركة في المسيرة الخضراء. طلب مني أحمد عبد العزيز الجار الله، مدير الجريدة، أن أشارك في تغطية هذا الحدث، فسقطت في حب المغرب وأصبح بلدي الثاني بعد العراق.

 

كيف عشت أيامك الأولى في المغرب؟

أنهيت ترتيبات المشاركة في المسيرة الخضراء، ممثلا لجريدة «السياسة» الكويتية التي كنت مديرا إقليميا لمكتبها بالقاهرة وشمال إفريقيا، إلى جانب كوني مراسلا لعدة صحف ومجلات كانت تنتظر تغطيتي الصحفية للمسيرة الخضراء بفارغ الصبر، وحملت صفة مدير دار «السياسة» الناشرة على مستوى شمال إفريقيا. وصلت إلى الرباط أواخر شهر أكتوبر، وطلب منا، نحن أفراد الوفد الصحافي، المكوث في فندق فخم قبل التوجه إلى مراكش، حيث كان لنا، (أنا وعشرات  الصحافيين القادمين من أنحاء شتى من العالم)، موعد مع أحمد الطيبي بنهيمة، وزير الإعلام.

سنحظى باستقبال خاص في فندق بمراكش، حيث تم التأكد من هوية كل صحافي والمنبر الذي ينتمي إليه، وعرضت علينا تفاصيل البرنامج وجزئيات التنظيم اللوجستي لأفواج المشاركين في المسيرة، مع صورة عن أماكن انطلاقهم ومسار رحلتهم، وعرض بنهيمة، كذلك، الاتصالات الجارية ذات الطابع السياسي وعلاقة المغرب بالأمم المتحدة. كان بنهيمة يتحدث باللغة الفرنسية تارة واللغة الإنجليزية تارة أخرى وأحيانا يلجأ للغة الإسبانية حين انتبه إلى وجود صحافيين إسبان.

 

هل استغربت لتبني المغرب وسيلة سلمية لاسترجاع الصحراء؟

في أواخر أكتوبر 1975، توافد عدد من الإعلاميين الأجانب على المغرب لمتابعة تطورات الموقف، بعد إعلان الملك الراحل الحسن الثاني عن تنظيم مسيرة سلمية خضراء إلى الصحراء. كان بنهيمة وسيطا بيننا والمنظمين، وقدم لنا معطيات عن التنظيم اللوجستي لأفواج المشاركين في المسيرة وصورة عن أماكن انطلاقهم ومسار رحلتهم، وأوضح لنا ما وفرته لنا الحكومة المغربية في مدينة طرفاية على مستوى الإقامة ووسائل العمل. في تلك الأثناء كانت مراكش وأكادير والرباط تعرف أحداثا متسارعة. بصراحة في تلك الفترة كنت بصدد اكتشاف الأمكنة وأنا القادم من الشرق الأوسط.

 

وجدت نفسك، فجأة، في قلب حدث سياسي كبير..

طلب منا المنظمون الاستعداد لرحلة من مراكش إلى طرفاية حيث مقر التجمع الخاص بالمتطوعين، ووفرت لنا وزارة الإعلام سيارات لنقلنا إلى الصحراء. من مراكش شرعت في كتابة مقالاتي حول الاستنفار الكبير والحشود التي تسابقت لتلبية نداء الملك الحسن الثاني، وأنجزت تحقيقات حول الحياة في المخيمات، ونقلت بأسلوبي الخاص يوميات المخيمات، وتابعت خطب الحسن الثاني والأحداث المتسارعة التي عرفها المشهد السياسي في المنطقة. بتعبير أدق تحولت أنظار العالم إلى هذه المسيرة الحاشدة. الحدث كان أيضا في العاصمة الإسبانية مدريد، التي كانت تعيش مرحلة صعبة تمثلت في التحضير لانتقال الحكم من الجنرال فرانكو، الذي كان على سرير الموت، إلى الملك خوان كارلوس، ما كان يعني أن الحدث الدولي السياسي كان في المغرب، وعلي، أنا المتيم بتغطية الأحداث الفنية، أن أثبت جدارتي في مهمة لا تتاح إلا مرة في العمر. كانت وكالة المغرب العربي حاضرة بقوة في المسيرة الخضراء إضافة للإذاعة والتلفزيون المغربي، لكن القوات المسلحة المغربية وضعت رهن إشارة الصحافيين الدوليين حين كانوا يتنقلون، بين الفينة والأخرى، إلى أكادير بواسطة الطائرات العسكرية لمتابعة الأنشطة السياسية والدبلوماسية والعودة إلى طرفاية، إلى أن جاء يوم الخامس من نونبر، حيث خاطب الملك الراحل الحسن الثاني جموع المتطوعين والشعب المغربي معلنا انطلاق المسيرة في اتجاه الصحراء صبيحة اليوم الموالي.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى