حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةفسحة الصيف

قصة اللقاء مع المختار ولد داداه في باريس.. وجواز السفر المغربي الذي لم ير النور

يونس جنوحي

بعد اللقاء مع كل من المهدي بن بركة وأحمد بلافريج، في أكثر من سياق حزبي وحكومي، قبل تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية -الحزب تأسس سنة 1959- نقل مولاي المهدي العلوي رسالة من المهدي بن بركة إلى أحمد بلافريج الذي كان وزيرا للخارجية..

يواصل مولاي المهدي العلوي سرد الوقائع، مؤكدا أن بلافريج كلفه بأول مهمة دبلوماسية له في حياته، معلقا عليها: «ظنا منه ربما أنني سأكون أهلا لها، لما خلفه لديه لقاؤنا الأول من انطباعات إيجابية».

ما هذه المُهمة إذن؟

يحكي مولاي المهدي العلوي:

«أخبرني امحمد بوستة برغبة المغرب في جمع شمل الموريتانيين، الذين التحقوا بأرض الوطن، ودعوة الأستاذ المختار ولد داداه المقيم آنذاك في باريس، وقد سبق الاتفاق معه على ذلك، للانضمام لإخوانه الذين سبقوه، وتسهيل مهمة سفره وتمكينه من جواز سفر، طالبا مني مرافقته من العاصمة الفرنسية إلى الرباط عبر جنيف، بعد ترتيب كافة الأمور في باريس.

في غضون ذلك، رتب لي موعدا آخر مع بعض الشخصيات الموريتانية التي التحقت بالمغرب ومنهم الداي ولد سيدي بابا والأمير فال ولد عمير والمختار ولد اباه، لأتعرف على شخصية ولد داداه من خلال نقاش مفتوح معهم سلط الضوء على جوانب من شخصية الرجل الذي سألتقيه في فرنسا، بعد التنسيق في ذلك مع سفارتنا هُناك عن طريق الشخص المكلف، وكان هو الدكتور بنسالم الكوهن.

أبلغتُ الدكتور بنسالم الكوهن عند لقائي به بما قد يكون قد أُبلغ به من أمر مهمتي، لا يستطيع تقديم أي مساعدة لي، فأُسقط في يدي، منذ أول وهلة، وأنا الذي كنتُ أعتقد بأن الرجل سيقدم لي التسهيلات اللازمة للقيام بمهمتي، وسيمكنني من جواز سفر للسيد ولد داداه، إلا أن كل ما ظفرت به من السيد الكوهن هو مكان إقامة المسؤول الموريتاني في فندق إكسلسيور أمام جامعة السوربون».

لا يتسع المجال هنا للتطرق لكافة التفاصيل التي ذكرها مولاي المهدي العلوي بخصوص ترتيب اللقاء مع الشخصيات الموريتانية في باريس.. لكن بدا واضحا أنه كان نشيطا دبلوماسيا، ولم يكن اختياره لهذه المهمة في باريس صدفة.

نقل مولاي المهدي العلوي تفاصيل لقائه مع ولد داداه، الذي أصبح لاحقا أول رئيس لموريتانيا:

«ودعت الدكتور الكوهن وقصدت مباشرة الفندق الذي وصفه لي. تقدمت نحو موظف الاستقبال، وطلبت منه إخبار السيد ولد داداه برغبتي في لقائه. وبعد بُرهة، فُتح باب المصعد في ردهة الفندق، فنزل المختار ولد داداه بقامته النحيفة وسحنته المعروفة لدي، وكنتُ قد التقيته قبل ذلك في مناسبة أو مناسبتين في باريس، فهممت بالسلام عليه قبل أن يبادرني مرافقه الفرنسي بالتحية، وقد لاحظتُ أنه كان شخصا أعسر، عرفتُ في ما بعد أنه يشغل منصب رئيس ديوان ولد داداه.

جلسنا نحن الثلاثة وطلبنا القهوة، وكان رئيس الديوان يصغي لحديثي إلى الرجل باللغة العربية، وكأني به كان يفهم كل ما أقول، وإن كنت أتعمد بين الفينة والأخرى ترجمة بعض الكلمات إلى الفرنسية، حتى لا يظن الرجل بيّ الظنون، وأحرج مستضيفي أمام صاحبه.

أخبرت السيد ولد داداه بقدومي من المغرب وتعمدت تقديم نفسي كمحرر في صحيفة العلم، يريد إجراء حوار صحافي حول الشأن الموريتاني ومشروع الجنرال دوغول، في ما يخص هذا البلد والبلدان المجاورة، فأبدى استعداده لذلك، وحددت معه موعدا في اليوم الموالي، على أمل أن أنفرد به لأبلغه برسالة الرباط.

حضرتُ في الموعد المحدد وانتظرت حضور السيد ولد داداه، فإذا به قادم يتحدث إلى مساعده الفرنسي، فما كان من أمري إلا أن أخذت كراسة وقلما وبدأت أدون أجوبته عن أسئلتي، في تمرين صعب، ترددت كثيرا في إنهائه، قبل أن أتأكد يقينا بأنني لن أوصل رسالتي إلى وجهتها.

عندما عُدت إلى المغرب، استقبلي هذه المرة الوزير الحاج بلافريج، فقدمت له تقريري عن المهمة التي كلفني بها، وعن الظروف التي أحاطت بلقائي بالمسؤول الموريتاني، وقبل ذلك عن موقف ممثل سفارة المملكة المغربية بباريس، الذي وجدته لا يعلم شيئا عن مهمتي.

بادر بلافريج بشكري على قيامي بواجب أخبرني أنه تم بتكليف من صاحب الجلالة محمد الخامس، قبل أن يفاجئني بأن عرض علي، بلطفه ولباقته المعهودين، الاشتغال معه في وزارة الخارجية. فما كان مني إلا أن شكرته على ثقته في شخصي، وأفهمته بأدب أنني أفضل إنهاء دراستي في باريس، قبل أن أفكر في ولوج أسلاك الوظيفة».

لم تكن تلك المرة الوحيدة التي عرضت فيها وظيفة حكومية على مولاي المهدي العلوي، فقد عرض عليه المهدي بن بركة بعد ذلك وظيفة في سياق يعود إلى دجنبر 1959، الحديث مع رئيس الحكومة عبد الله إبراهيم، لكي يعين العلوي ناطقا رسميا باسم الحكومة.. ولعرض العمل هذا قصة تستحق أن تُروى..

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى