شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

«أسود» أدوا ثمن دفاعهم عن القضية الفلسطينية

منهم من تعرض للتهديد بالقتل وآخرون طردوا من أنديتهم وبعضهم أجبروا على الرحيل

دفع مجموعة من لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم ثمن إعلانهم الصريح عن دعمهم للقضية الفلسطينية، وذلك من خلال الضغط عليهم إما عن طريق الترهيب والتهديد بالقتل، أو إفشال مسارهم الرياضي وطردهم من أنديتهم.

وتفتح «الأخبار» صفحتها لعدد من اللاعبين  المغاربة الذي دفعوا ثمن إعلانهم عن دعمهم الواضح للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي لعبه المنتخب الوطني وجماهيره في كأس العالم الأخيرة بقطر، من خلال توحيد كلمة العرب ووضع العلم المغربي جنبا إلى جنب مع العلم الفلسطيني.

 

زياش..حبة المشمش الحلوة في الشجرة الفلسطينية

 

يتعرض اللاعب المغربي الدولي حكيم زياش لحملة تشويه واسعة النطاق على الشبكات، تهدف إلى معاقبته، بعد تصريحاته حول الإسرائيليين، وطلب أحد لاعبي فريق مكابي تل أبيب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معاقبة اللاعب.

اندلع جدل ساخن على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر مقطع فيديو للاعب كرة القدم المغربي حكيم زياش، علق فيه على الأحداث التي وقعت خلال مباراة الدوري الأوروبي بين أجاكس أمستردام الهولندي ومكابي تل أبيب، مشيرا إلى هروب المشجعين الإسرائيليين، بعد الاشتباكات مع الشرطة الهولندية في مدينة أمستردام.

وقال زياش في صفحته على موقع «إنستغرام»: «عندما لا يتعلق الأمر بالنساء والأطفال، تراهم يهربون بسرعة، وستبقى فلسطين حرة».

وأثارت تصريحات الدولي المغربي، التي اعتبرها البعض استفزازية، موجة من الانتقادات في إسرائيل، سيما من جانب إيران زاهافي، لاعب فريق مكابي تل أبيب، الذي طلب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض عقوبات على زياش، بتهمة «دعم الإرهاب».

وسارع زياش، المولود في مدينة أمستردام الهولندية، إلى الرد على اتهامات زاهافي. وفي بادرة سخرية، رد على تعليقات اللاعب الإسرائيلي بنشر رمز تعبيري «يضحك الموت»، مما يقلل من خطورة الانتقادات ويوحي بأنه لم يأخذ طلب العقوبة هذا على محمل الجد. يمكن تفسير هذا الاختيار للرموز التعبيرية على أنه رد خفيف، يظهر أنه لا يعطي أهمية كبيرة لطلب زاهافي، على الرغم من حجم الموقف.

كما سبق لنجم المنتخب المغربي أن استعار مقولة للزعيم الأمريكي من أصل إفريقي مالكوم إكس، أدان خلالها التضليل الإعلامي الذي مارسته مؤسسات غربية عريقة مع العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، ومعلنا تضامنه مع الفلسطينيين.

وكتب لاعب نادي غلطة سراي التركي، على خاصية «ستوري» في منصة «إنستغرام»: «إن لم تكن حذرا، قد تدفعك وسائل الإعلام إلى الانزعاج من الشعب المضطهد، وتقديم التساهل لأولئك الذين يقمعون»، مضيفا: «من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة».

ووجد المهاجم المغربي زياش نفسه أخيرا وسط جدل كبير، حيث دفع الأمر من خلال العمل على منع  العروض الاحترافية عنه، وآخرها الاحتراف في الدوري الأمريكي، ورفض عدد من الأندية الإنجليزية والألمانية ضمه، بسبب موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، كما انخفضت قيمته التسويقية من 35 مليار سنتيم إلى 7 ملايير فقط.

 

مزراوي..مساءلة وإبعاد من ألمانيا

تعرض بعض لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم الممارسين في الدوريات الأوروبية، وتحديدا الدوري الألماني، إلى الاضطهاد، بعدما نشروا تدوينات يدافعون فيها عن القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي دفع أنديتهم إلى عرضهم على اللجان التأديبية ودفعهم إلى المغادرة.

وعاش نصير مزراوي صراعا مع إدارة نادي بايرن ميونيخ الألماني، فور عودته من المعسكر الإعدادي الذي أقامه المنتخب الوطني ما بين كوت ديفوار ومدينة أكادير، خلال فترة التوقف الدولي التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وتعرض مزراوي لضغط شديد، بسبب منشورات شاركها عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، عبر من خلالها عن دعمه للقضية الفلسطينية، وأصدر ناديه الألماني بيانا أكد فيه أنه قرر «إجراء محادثة مفصلة مع اللاعب المغربي».

وكشفت صحيفة «بيلد» الألمانية، أن مزراوي اجتمع بإدارة ناديه بايرن ميونيخ، «الظهير الأيمن للفريق تحدث بشكل جيد مع إدارته في الساعات الأخيرة، حيث عمل مسؤولو الفريق على شرح موقفهم من الجدل القائم بشأن تدويناته»، مؤكدة أنه في الوقت الحالي لم يتخذ النادي البافاري أي قرار بشأن عقوبة محتملة، في ظل تضارب موقف مشجعي الفريق بشأن الموقف ككل.

بعد هذه التدوينة قرر بايرن ميونيخ أن يتخلص من مزراوي، رغم الأداء الجيد الذي قدمه الدولي المغربي، وقرر تسريحه إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي.

 

الغازي تعرض لتهديدات بالقتل

طرد نادي ماينز الألماني لكرة القدم لاعبه المغربي أنور الغازي، بعد تعاطفه مع فلسطين في منشور على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، إثر العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة.

وقال والد اللاعب المغربي الغازي إن ابنه عاد إلى هولندا مباشرة، بعد قرار فريقه غير المبرر بفسخ عقده، لا لشيء سوى لأنه عبر عن موقفه إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.

إدارة النادي الألماني أوقفت اللاعب الغازي عن التداريب والمباريات، وثم فسخ عقده، بسبب تمسكه بموقفه وإصراره على عدم الاعتذار، ودخل في معركة قضائية ليحصل على حكم من القضاء الألماني يقضي بعدم صحة تصرف نادي ماينز، وإلزام الأخير بدفع تعويض مالي قيمته 1.5 مليار سنتيم للاعبه المغربي.

ونشر أنور الغازي تغريدة عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيها: «تلقيت هذه الرسالة اليوم، وهي واحدة من الرسائل العديدة المماثلة التي تصلني بانتظام، وتعطينا فكرة جيدة عن كيفية تفكير هؤلاء الناس وسلوكهم، ولماذا من السهل عليهم أن يكونوا جزءا من نظام عنصري قائم منذ عقود طويلة على الفصل العنصري، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين».

وتابع الغازي تدوينته الأخيرة: «لو أن هذه الرسالة أرسلها شخص عربي إلى يهودي إسرائيلي، مع تغيير كلمة مسلم إلى يهودي، لكان من الواجب اتخاذ إجراءات وإثارة ضجة من جانب وسائل الإعلام والسياسيين والمنظمات حول معاداة السامية، ومع ذلك، عند إرسال مثل هذه الرسائل المعادية للإسلام والمسلمين، يسود صمت رهيب».

 

بنعجيبة.. لست نادما

اختفى النجم المغربي الأصل ياسين بنعجيبة المزداد في بلجيكا عن الأنظار، بعدما كان محترفا في صفوف فريق إف 91 دودلانغ اللوكسمبورغي لكرة القدم، إذ تعود القضية إلى عندما سجل بنعجيبة هدفا لفريقه في المباراة التي جمعته بفريق لودوجريتس البلغاري، في الأدوار التمهيدية من الدوري الأوروبي، بإظهار قميص كتبت عليه عبارات التضامن مع سكان قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي.

وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم توقيف المهاجم بنعجيبة، البالغ من العمر 31 سنة، لمباراتين.

وقال اللاعب بنعجيبة الذي سبق له أن حمل ألوان فريقي المغرب التطواني والفتح الرياضي الرباطي، بشأن قرار إيقافه في تدوينة له على صفحته في موقع «فيسبوك»: «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أوقفني لمباراتين في الدوري الأوروبي، بسبب تضامني مع فلسطين. سأغيب لمباراتين لست نادما على شيء! فلسطين حرة».

 

«الأسود» أكبر الداعمين للقضية

نشر عدد كبير من لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم تدوينات يعربون فيها عن تضامنهم المطلق مع الفلسطينيين، حيث نشر الدولي المغربي سفيان بوفال، لاعب فريق الريان القطري سابقا ونادي سانت جيلواز البلجيكي حاليا، صورة لطفل فلسطيني وسط دمار غزة.

كما دون الدولي المغربي زكرياء أبو خلال، لاعب نادي تولوز الفرنسي، تدوينة عبر حسابه بـ«إنستغرام»، جاء فيها: «قد تكون الصواريخ موجودة فوقنا، لكنهم نسوا أن الله فوقهم».

أما عبد الحميد الصابيري، لاعب فريق الفيحاء السعودي، فنشر صورة له في نهائيات مونديال قطر 2022، في حسابه عبر المنصة نفسها، وهو مرتديا العلم الفلسطيني.

 

 

نجحوا في لم شمل العروبة وأغضبوا «اللوبي» وصدح زئيرهم في عواصم العالم

«مونديال قطر».. حين التحف «الأسود» بالعلم الفلسطيني

 

تطور الهجوم على لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم بدأ تدريجيا منذ كأس العالم الأخيرة بقطر، عندما اختارت العناصر الوطنية الاحتفال بالعلم الفلسطيني جنبا إلى جنب مع العلم المغربي.

المغرب باعتباره أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم، وأسقط عددا من المنتخبات الأوروبية الكبرى شكل لدى العالم صورة للاستماتة والعنفوان والقتالية.

في تلك الفترة تطرقت وسائل الإعلام الأوروبية، خصوصا منها المناهضة للفلسطينيين، إلى رفع اللاعبين المغاربة لعلم فلسطين، وسعت إلى مطالبة «الفيفا» بمعاقبة المغرب،   بداعي أنها ترفض ما هو سياسي، وما أغضب تلك الفئة أن المغرب جمع حوله الكثير من العرب، حيث خرجوا في عواصم  أوروبية من باريس ولندن وبرلين وغيرها للاحتفال بالنتائج التي حققها المنتخب المغربي لكرة القدم، وكانوا يحملون الأعلام المغربية والفلسطينية وأن تلك الصور الرمزية لم تعجب اللوبي الصهيوني، لكونها عكست وجها جميلا ومشرفا لوحدة العرب، وشكلت تخوفا لدى الكثيرين  من كون كرة القدم جمعت في لحظة ما عجزت عنه اجتماعات السياسة، بل إن مونديال قطر وإنجاز المنتخب الوطني وجماهيره كشف عن الوعي المستمر لدى الصغير والكبير، بل على المستوى الدولي، عن تضامن المنتخبات العربية الكبير والواسع مع القضية الفلسطينية.

ولا تكاد تخلو مباراة من مباريات المنتخب المغربي لكرة القدم من رفع الجماهير لعلم فلسطين، والتوشح بالكوفية الفلسطينية، وترديد الشعارات والهتافات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وهو ما جعل «المغرب» في قلوب جميع الشعوب العربية والعالمية أيضا.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى