
سفيان أندجار
قرر الثلاثي المغرب وإسبانيا والبرتغال، بمعية الاتحاد الدولي لكرة القدم، رفض المقترح الذي قدمته دول أمريكا الجنوبية (الباراغواي والأرجنتين والأوروغواي) لاستضافة عدد أكبر من مباريات كأس العالم 2030 احتفاء بمئويتها.
وحسب المعطيات التي توصلت بها «الأخبار»، فقد رفض المغرب وإسبانيا والبرتغال هذا العرض بشكل رسمي، وأكدت التزامها بخطة الاستضافة المتفق عليها مع «الفيفا».
وتأتي أسباب الرفض على رأسها الحفاظ على التوازن الجغرافي والاقتصادي للبطولة، إذ أعدت الدول الثلاث برامج متكاملة لتطوير البنية التحتية، وتنظيم المباريات بطريقة تضمن توزيعها بين المدن الكبرى والمناطق السياحية. وفي حال نقل المباريات إلى أمريكا الجنوبية، فإن ذلك سيؤدي إلى تعقيدات لوجستية كبيرة تشمل النقل والإقامة والأمن، مما قد يعرض نجاح المونديال لمخاطر غير محسوبة.
ومن الناحية الاقتصادية، تعد البطولة فرصة ذهبية لتعزيز السياحة الرياضية والاستثمار المحلي، والتخلي عن بعض المباريات سيؤثر على عوائد التذاكر والرعاية والإعلانات، ما جعل الدول المستضيفة لكأس العالم 2030، المغرب وإسبانيا والبرتغال، تشدد على أهمية الحفاظ على حقوقها في إدارة المباريات الافتتاحية ومرحلة المجموعات، لضمان مشاركة جماهيرية واسعة، وتحقيق عوائد مالية كبيرة.
ويؤكد رفض مقترح دول أمريكا الجنوبية الثلاث، حرص المغرب وإسبانيا والبرتغال على استضافة متكاملة ومتوازنة للبطولة العالمية، تحقق نجاحا تنظيميا واقتصاديا وجماهيريا في آن واحد، مع الحفاظ على فرص التنمية السياحية في المدن المستضيفة. كما أن تقليص عدد المباريات بالنسبة إلى المغرب سيؤثر على البنية اللوجستية للاستضافة، ويَحُدُّ من الاستفادة من الإنفاق الكبير للمشجعين والزوار، بالإضافة إلى تأثيره على الشهرة الدولية للمغرب كدولة قادرة على تنظيم حدث عالمي بمستوى رفيع. ويشير خبراء إلى أن الحفاظ على العدد الكامل للمباريات في المغرب ليس مجرد مسألة رياضية، بل استثمار استراتيجي طويل الأمد في الاقتصاد والسياحة والسمعة الدولية.
ستستضيف الأوروغواي والأرجنتين والباراغواي ثلاث مباريات في الدور الأول من مونديال 2030، احتفالا بالذكرى المئوية للبطولة، وستكون أولى هذه المباريات على ملعب سنتيناريو في مونتيفيديو.
وعلى الرغم من استضافة المباريات الافتتاحية، سيتعين على بلدان أمريكا الجنوبية كسب مكانها عبر التصفيات، تماما مثل المنتخبات الوطنية الأخرى.
من جهته، أعلن أليخاندرو دومينغيز، إلى جانب تشيكي تابيا وروبرت هاريسون عن رغبتهم في استضافة الباراغواي 18 مباراة، وليس ثلاث مباريات فقط كما هو الحال الآن.
وقال إغناسيو ألونسو، رئيس الاتحاد الأوروغواياني لكرة القدم، في مقابلة مع إذاعة «سبورت 890» الأوروغوايانية: «بالنسبة إلي، هذه إحدى أقوى نقاط الخلاف التي تخوضها الدول الثلاث حاليا». وأضاف: «لقد أثرنا هذا الأمر مباشرة مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعُرض في اجتماع مجلس «الفيفا» في مارس. مع عودة تشيكي تابيا إلى مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، سيكتسب هذا الأمر زخما أكبر، وسنحصل، إن شاء الله، على تفهم جميع الاتحادات القارية لتحقيق ذلك».





