
طانطان: محمد سليماني
بعدما كانت الأنظار متجهة صوب اجتماع لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط، الذي انعقد، أول أمس الأربعاء، بمقر كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، لمعرفة مآل الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط لهذه السنة، تأكد للجميع بعد النقاش والتداول داخل اللجنة أن تمديد فترة الراحة البيولوجية لأسبوعين إضافيين على الأقل، صار يفرض نفسه واقعا.
واستنادا إلى المعطيات، فقد كشف المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بناء على أبحاث أجراها على طول الساحل الوطني، عن وجود صغار الأخطبوط دون الحجم التجاري، بل تم اكتشاف تركيز صغار الأخطبوط بمناطق معينة بنسبة كبيرة جدا، ما يعني أن هذا النوع من الرخويات في طور التوالد من جديد خلال فصل الربيع، وأن السماح بصيد الأخطبوط الآن، معناه القضاء عليه واستنزافه، ما قد يسبب كارثة خطيرة للمصيدة. وسيتم في الساعات القليلة المقبلة، إصدار مقرر وزاري من قبل كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، ينظم العملية التي من المقرر أن تنطلق منتصف شهر يوليوز المقبل.
ورغم أن تأجيل موسم صيد الأخطبوط، ومنحه فترة راحة بيولوجية إضافية لحمايته من خطر الاستنزاف، إلا أن البعض يرى أن هذا التأجيل له انعكاسات اجتماعية، خصوصا لفئة البحارة الذين ينشطون على متن مراكب صيد الأخطبوط، والذين ينتظرون منذ مدة انطلاق موسم صيد الأخطبوط، لكن في المقابل ترى فئة أخرى أن استدامة المصيدة أهم من كل شيء، وذلك لضمان نشاطها لعقود قادمة، بسبب عدم التعافي الكلي لمصيدة الأخطبوط، حيث ما زالت صغاره تظهر في السواحل الوطنية، ما يعني أن هذا النوع من الرخويات في مرحلة التوالد والتبييض، وأي مجازفة لاستئناف موسم صيده، معناه تدمير هذه الثروة السمكية.
وكانت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري قد وجهت دعوات إلى عدد من الهيئات المهنية النشيطة في مجال الصيد البحري، وذلك للحضور إلى اجتماع بمقر كتابة الدولة بالرباط، أول أمس الأربعاء، وذلك لتتبع وضعية مصيدة الأخطبوط، قبيل انتهاء فترة الراحة البيولوجية المقررة في 30 يونيو الجاري.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات – قطاع الصيد البحري، قد قررت تأجيل انطلاق الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط إلى غاية يوم 30 يونيو الجاري، وذلك بناء على الرأي الصادر عن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري رقم 20/525، بتاريخ 22 ماي الماضي، وتماشيا أيضا مع التوجهات الكبرى لمخطط «أليوتيس»، الداعية إلى الحفاظ على الموارد السمكية واستغلالها بشكل مستدام.
وتعود أسباب تأجيل الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط إلى عدم تعافي مصيدة الأخطبوط بالمنطقة الجنوبية، بسبب الاستغلال الكبير الذي أدى إلى تدهورها، إضافة إلى وجود صغار الأخطبوط بشكل كبير بالمصيدة، وهو ما يشير إلى أن الفترة الحالية هي فترة توالد هذه الأسماك، الأمر الذي يحتم بدون مواربة استمرار توقيف نشاط صيد الأخطبوط خلال الفترة الحالية، وذلك حسب ما أفاد به المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في تقرير استشارته.
وتبعا للمقرر الوزاري للصيد البحري رقم 02/25، بتاريخ 28 ماي الماضي، والمتعلق بتعديل المادة الأولى من المقرر الوزاري رقم 01/25 الصادر بتاريخ 28 مارس 2025، فقد تقرر تمديد فترة توقف نشاط صيد الأخطبوط على طول الساحل الوطني إلى غاية الثانية عشرة ليلا من يوم 30 يونيو الجاري، بدل فاتح الشهر الحالي الذي كان مقررا سلفا بالنسبة إلى جميع أساطيل الصيد البحري، وذلك من أجل تخفيف الضغط عن مصايد الأخطبوط التي تعرف استنزافا كبيرا من الأساطيل الثلاثة.