الرأي

أي تشابه في الأسماء

حسن البصري

مقالات ذات صلة

كان الله في عون اللاعب الدولي الجزائري السابق والمحلل الرياضي علي بن شيخ، فقد أصبح اسمه حاضرا في ردهات المحاكم ومخافر الشرطة أكثر من بلاطوهات التحليل الرياضي وفي مدرجات ملاعب الكرة.
منذ أن قال «عليلو»، لاعب مولودية الجزائر والمنتخب، إن المغرب أقلع رياضيا وحلق عاليا وأن البنيات التحتية الرياضية التي يتوفر عليها تجعلنا «نرفع له القبعة»، وأنه لا مجال للمقارنة بين الأندية المغربية ونظيرتها الجزائرية، منذ ذلك الحين تحركت فيالق النظام وشرعت في التربص به، بل إنها تلقت تعزيزات جديدة حين قال إن الجزائر حشرت خياشيمها في ملف الصحراء المغربية، ونهى عن الخلط بين الكرة والسياسة.
يبدو أن النظام الجزائري يريد محللين من فصيلة حفيظ الدراجي الذي يرمي بين الفينة والأخرى بشظايا حقده على المغرب، ويريد طينة من الصحافيين الذين يفهمون خطط العساكر ويجيدون استعمال توابل السياسة في وجبة الكرة، لزعزعة استقرار المغرب ونيل تعبئة مضاعفة من رضى جنرالات الجزائر.
حين غرد عميد المنتخب الجزائري السابق علي بن شيخ، خارج سرب المحللين، شككوا في وطنيته وبحثوا في دفتر الحالة المدنية خشية وجود أصول مغربية، وجردوه من صفة «مؤثر» ورموا بجثته لكلاب إعلام الإثارة كي ينهشوها في واضحة النهار وأثناء الشروق. انقطع سعيه بين البيت والقناة وأصبح حاضرا في خط الدفاع أمام المحاكم.
فجأة ظهر شريط فيديو يتهم نجل بن شيخ بتحويل شقته إلى وكر دعارة، خرج اللاعب الدولي السابق عن صمته، وقال إن الشقة ملك له وأنه قام بكرائها لشخص بطريقة قانونية عند موثق. وأضاف في تصريح تلفزيوني: «إنهم يريدون تشويه صورتي عن طريق ابني لأنني أحارب الفساد وأزعجت الكثيرين. لقد أصبحت مصدر إزعاج للحاكمين، بسبب كلامي عن الفساد وصراحتي، وهذه الحادثة ستزيدني عزما ولن تنقص شيئا ولن توقفني أبدا».
القضية الآن معروضة على القضاء وبن شيخ يصر على التصدي لكل الركلات وهو يعلم أنه يؤدي رسوم كلمة الحق.
لم يتوقف الأمر عند قضية الشقة، بل تعداه إلى السخرية من تحليلاته في مسلسل تلفزيوني عرض في رمضان على القناة الجزائرية، فقد رفع بن شيخ دعوى قضائية ضد المخرج والمنتج جعفر قاسم، بسبب إقحام شخصه في سلسلة ساخرة بسوء نية، لكن عميد المنتخب الجزائري السابق خسر القضية بسبب ما اعتبرته المحكمة «انعدام الصفة»، وذكره القاضي بالسطر الأخير في جنيريك المسلسل الذي يقول: «كل تشابه في الأسماء أو الشخصيات هو من وحي الخيال».
وعلى الرغم من القصف الذي يتعرض له بن شيخ في ساحة معركة الفضاء الأزرق، إلا أنه يبقى واحدا ممن صنعوا أمجاد كرة القدم الجزائرية بشكل عام وأمجاد المولودية بشكل خاص في فترة السبعينات والثمانينات، وكان محبوب الجماهير الذي يكفي وجوده ضمن تشكيلة الخضر لملء مدرجات ملعب العاصمة.
يبحث النظام الحاكم في الجزائر عن محللين سياسيين يجيدون الرقص على مقطع «الوحدة ونص»، ويقدمون للشعب أقراص صداع الرأس بعد أن تبين أن الفائز الأكبر في انتخابات الجزائر هو حزب الممتنعين.
تلفزيونات الجارة الشرقية في حاجة أيضا إلى خبراء اقتصاديين قادرين على إقناع الشعب بأن الغاز والبترول زينة الحياة الدنيا، وعارفين بالشأن الديني يكرسون قولة الظلاميين «الحراك رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه»، ويقنعون الشعب بأن الحل سياسي وليس انتخابيا، الحاجة أيضا لمحللين رياضيين لهم قدرة خارقة على جعل المتتبع الرياضي في حالة تسلل مزمن.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد تداول محللون سياسيون في بلاطو تحليلي قضية انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق خلال عملية فرز الأصوات، لكن بلاغا صادرا عن الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز، قطع الشك باليقين إذ أكد أن انقطاع التيار الكهرباء عن عدة مناطق سببه غراب جثم على الشبكة الكهربائية يعبث بخيوطها.
في انتظار التأكد من هوية الغراب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى