
النعمان اليعلاوي
تعيش عدة أحياء بمدينة سلا خلال الأيام الأخيرة على وقع انتشار أدخنة سوداء كثيفة وخانقة، تُنذر بخطر بيئي وصحي متزايد، ناجم عن إحراق عشوائي للنفايات في فضاءات مفتوحة وقريبة من التجمعات السكنية، ما وضع شركة النظافة المفوض لها تدبير القطاع في قفص الاتهام، وسط سيل من شكايات المواطنين وتنديد جمعيات محلية بما وصفته بـ«الإهمال البيئي المتكرر».
وحسب مصادر محلية متطابقة، فإن عمليات الحرق تتم غالبا في فترات الليل أو الصباح الباكر، لتفادي لفت الانتباه، في عدد من النقاط السوداء كحي الرحمة، وبعض مناطق تابريكت والعيايدة. وقد أشار عدد من سكان هذه المناطق، في تصريحات لـ«الأخبار»، إلى أنهم يعانون من آثار مباشرة لهذا الدخان على صحتهم، خاصة الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض تنفسية مزمنة، متسائلين عن دور المراقبة الجماعية، ومسؤولية شركة النظافة في منع هذه الممارسات الخطيرة.
من جهتها، عبرت فعاليات جمعوية عن استيائها مما وصفته بـ«العبث البيئي»، حيث دعت إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الانتهاكات، وربط المسؤولية بالمحاسبة، مشددة على أن استمرار إحراق النفايات يمثل «تهديدا مباشرا لصحة المواطنين، وتخليا غير مبرر عن أبسط معايير التدبير البيئي الحضري».
ورغم أن عقد التدبير المفوض الذي يربط جماعة سلا بشركات النظافة ينص على إلزامية جمع النفايات بشكل يومي ونقلها إلى المطرح العمومي، إلا أن الواقع يكشف عن اختلالات واضحة، حيث يتم اللجوء في أحيان كثيرة إلى الحرق كوسيلة للتخلص السريع من التراكم، ما يثير التساؤلات حول مدى احترام الشركة المفوضة لدفتر التحملات، ودور الجماعة في المتابعة والتقييم والمساءلة.
في المقابل، أكدت مصادر من داخل جماعة سلا أن «الجماعة توصلت بعدة شكايات من المواطنين، وسيتم تفعيل لجان المراقبة خلال الأيام المقبلة»، مضيفة أن «العقد المبرم يفرض على الشركة الالتزام الصارم بمنع أي عملية حرق عشوائي، وتطبيق عقوبات في حال الإخلال بذلك».





