
الأخبار
بعد اعتقاله، قبل أسبوعين، شرع قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمراكش في مسطرة الاستنطاق التفصيلي لرجل أعمال مغربي، متابع في حالة اعتقال بتهمة التقاط صور ومقاطع فيديو لأشخاص دون موافقتهم، وهي الفضيحة المدوية التي كانت قد هزت مدينة مراكش، قبل أيام، وامتد صداها إلى دول أوروبية.
وأكدت مصادر محلية أن الملياردير المغربي الحامل للجنسية الفرنسية، والذي قضى مدة طويلة بأوروبا، وعاد إلى أرض المملكة من أجل الاستثمار في المجال السياحي، تورط في تسخير فيلا فخمة يملكها بمنطقة تسلطانت ضواحي مراكش، من أجل تصوير والتقاط مقاطع صور إباحية، بعد كرائها عبر منصة “Airbnb” الشهيرة، مقابل مبلغ يومي باهظ يصل إلى 30.000 درهم، ما يفسر أن عملياته الإجرامية كانت تستهدف علية القوم من السياح الأجانب والمغاربة عبر وضع كاميرات دقيقة في أماكن مختلفة بأركان وزوايا الفيلا، من أجل متابعة كل تحركات وتصرفات الضيوف الأجانب، بما فيها اللحظات الحميمية والخاصة بغرف الاستحمام والنوم أيضا، في الوقت الذي كان المكترون من نخبة السياح الأجانب يظنون أنهم يقضون إقامة هادئة بمشروع سياحي راق، قبل أن تتحول تجربتهم إلى صدمة مدوية.
وكانت مصالح الدرك الملكي بمراكش قد تفاعلت مع شكاية سياح أجانب يرجح أنهم يحملون الجنسية السويسرية، حيث نجحت في زمن قياسي في فك لغز هذه الجريمة غير المسبوقة بمراكش.
وتضمنت شكاية السياح الأجانب اتهامات مباشرة لرجل الأعمال مالك الفيلا، حول تورطه في تصويرهم خلسة والتقاط صور ومقاطع تمس بحياتهم الخاصة، وهو ما يعاقب عليه القانون، وفطن السياح المتضررون إلى تهور الملياردير المغربي وسلوكه الأرعن، بعد أن لاحظوا تحركات مشبوهة خلال إقامتهم بالفيلا، تتمثل في العبث بمحتويات غرفهم أثناء غيابهم، وتغيير أماكن أغراضهم الشخصية، ما دفعهم إلى توثيق كل التغييرات التي تم رصدها عبر كاميرات هواتفهم المحمولة، كما كشفت جولة سياحية خارج الفيلا، عن مؤشرات مقلقة تؤكد اختراق خصوصياتهم، ما دفعهم إلى الاستنجاد بمصالح الدرك الملكي التي انتقلت عناصرها رفقة السياح الى الفيلا، وفتحت تحقيقا حول الشكاية، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، أطاح بشكل فوري بالمتهم.
رجل الأعمال الستيني الحامل للجنسية الفرنسية، والذي قضى حياته بأوروبا، قبل الاستقرار بمراكش والاستثمار في المجال السياحي، كشفت الأبحاث أنه كان يشتغل في ميدان صناعة الأفلام الإباحية، ما جعله يمتلك “حرفة” التقاط المقاطع الحميمية عبر وسائل تكنولوجيا متطورة، فضلا عن ترجيح شغفه بمتابعة المنتوجات الإباحية.
وكشفت عملية تفتيش هواتف المتهم واستقراء تسجيلات الكاميرات الدقيقة التي عثرت عليها عناصر الدرك بزوايا وأماكن مختلفة بالفيلا، التي يوظفها في عملية الكراء عبر منصة “Airbnb”، عن تورطه في جريمة التقاط الصور والمقاطع التي تمس بالحياة الخاصة لزواره بالفيلا، بعد نصب كاميرات في غرف النوم والاستحمام على وجه التحديد.
وأفادت مصادر محلية بمراكش بأن عناصر الدرك المكلفة بالبحث عثرت، خلال عملية التفتيش، على معدات إلكترونية، ضمنها أقراص صلبة وهواتف نقالة يشتبه في احتوائها على تسجيلات مصورة لنزلاء سابقين، الأمر الذي استدعى إخضاعها للخبرة التقنية للكشف عن حجم الأفعال المرتكبة وعدد الضحايا المحتملين.





