
أكادير: محمد سليماني
رغم الأهمية الكبيرة التي يحتلها “الخطافة” في فك العزلة التي يعاني منها سكان عدد من أحياء مدينة أكادير، وخصوصا بأحياء “أنزا” و”أنزا العليا و”تدارت”، وتوفير بدائل نقل للسكان، إلا أن هذه المركبات عبارة عن قنابل موقوتة تهدد سلامة الركاب والمارة ومستعملي الطريق.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عشرات “الخطافة” يشتغلون في مجال نقل المواطنين ما بين أحياء “أنزا” و”أنزا العليا” و”تدارت” وببعض المناطق القروية المجاورة إلى مدينة أكادير ومنها إلى هذه الناطق، إلا أنهم يستعملون سيارات ومركبات يشغلونها بقنينات غاز البوتان، مع ما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة على سلامة الركاب ومستعملي الطريق.
وحسب المصادر، فإن السكان والركاب يضطرون إلى استعمال هذه المركبات في تنقلهم نحو وسط مدينة أكادير، لغياب بدائل أخرى، ذلك أن سيارات الأجرة بصنفيها الأولى والثانية لا تصل أحياء “أنزا” و”أنزا العليا” و”تدارت” إلا نادرا، رغم أن هذه الأحياء تنتمي إلى المجال الحضري لأكادير، إلا أنها لا تصلها أبدا، كما أن خطوط حافلات النقل الحضري، قليلة جدا بهذه الأحياء، حيث ينتظر السكان لساعات طويلة في انتظار وصولها، الأمر الذي يدفعهم مكرهين إلى استعمال سيارات “الخطافة” للوصول إلى نقطة الوصول الخاصة بها قرب بوابة ميناء المدينة، ومنها ينتقلون من جديد عبر سيارات الأجرة الصغيرة، وعبر حافلات النقل الحضري، نحو مختلف أحياء المدينة.
ورغم مطالب السكان للمجلس الجماعي ووالي الجهة من أجل التدخل لتوفير سيارات الأجرة بصنفيها الكبيرة والصغيرة بهذه الأحياء، إلا أن تلك المطالب لم يتم الالتفات إليها، بل إن أحد نواب رئيس المجلس الجماعي، قام بجولة في ساعات الصباح الأولى لمعاينة معاناة السكان مع وسائل النقل للوصول إلى مقرات عملهم وسط المدينة، واكتشف عمق المعاناة اليومية للسكان، إلا أن ذلك كله لم يعط أكله.
وتظل المركبات الحالية التي يستعملها “الخطافة” في نقل السكان والمواطنين من هذه الأحياء نحو المدخل الشمالي للمدينة قرب بوابة الميناء ومنه إلى هذه الأحياء، عبارة عن قنابل موقوتة تهدد سلامة الركاب ومستعملي الطريق، ذلك أن هذه المركبات تستعمل قنينات غاز البوتان، إذ تستعمل كل مركبة قنينتين اثنتين، بدل استعمال البنزين، وذلك لتوفير هوامش ربح كبيرة، على اعتبار أن غاز البوتان أقل ثمنا من البنزين، كما أن البوتان يدوم وقتا أطول من البنزين، لذلك تتردد على هذه الأحياء كل يوم عشرات شاحنات توزيع قنينات البوتان، لكون الطلب عليها كبيرا بهذه المناطق.
واستنادا إلى المعطيات، فإن هذه الأحياء التي تجوبها هذه السيارات، والتي يقود أغلبها شباب مراهقون وبعضهم يقوم بسلوكات مقززة، أمام الركاب كالتدخين وإطلاق الموسيقى الصاخبة، ومنهم من يركب معه صديقه أو صديقته، مهددة باشتعال النيران في أي لحظة، لكون هذا الغاز أكثر اشتعالا بسرعة، خصوصا وأن هذه السيارات مهترئة جدا، وأمام الارتفاع في درجات الحرارة وحرارة محرك السيارات، فإن الأمر يشكل خطورة كبيرة، ولنا أمثلة عديدة لسيارات كثيرة تشتغل بغاز البوتان، والتي حولتها النيران إلى رماد بعدد من المناطق بجنوب المملكة.





