
طنجة: محمد أبطاش
تعيش المنظومة التعليمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة على وقع حالة من الاستياء الواسع في صفوف المفتشات والمفتشين، عقب الحادث الأليم الذي أودى خلال الأسبوع الماضي بحياة المفتشة التربوية صفاء زياني وأصاب زميلتها شدى السرغيني لكليلي أثناء قيامهما بمهامهما المهنية، إثر عودتهما على متن سيارة مصلحة تابعة للمديرية الإقليمية بالعرائش، وقد أثار هذا الحادث موجة من الغضب داخل الهيئة التفتيشية، التي ترى في هذا الحادث انعكاسا مباشرا لوضع متردٍ طالما نُبّه إليه دون أن يلقى التجاوب الكافي حسب بلاغ صادر عن هيئة للمفتشين.
وحسب ما ورد في البلاغ الصادر عن الهيئة المهنية للمفتشين، فإن الحادث يُعدّ نتيجة طبيعية للإهمال المتواصل في صيانة أسطول سيارات المصلحة، وما اعتبروه استهتارا بشروط السلامة المهنية التي يفترض توفيرها لضمان تنقل آمن للأطر التربوية خلال أداء واجباتها، وأشار البلاغ إلى أن استمرار العمل بسيارات متهالكة يعرّض المهنيين لخطر دائم، ويؤثر بشكل مباشر على جودة أداء مهامهم الميدانية.
وفي السياق نفسه، اعتبر المفتشون أن ما وقع يجسد خللا بنيويا في تدبير وسائل التنقل داخل القطاع التعليمي، محمّلين المسؤولية للجهات المشرفة على المستوى المركزي والجهوي والإقليمي، بسبب عدم تحديث الأسطول وغياب الصيانة الدورية، إضافة إلى عدم توفير العدد الكافي من السيارات بما يتناسب مع حجم المهام الميدانية المطلوبة. كما نبّه البلاغ إلى أن هذه الوضعية دفعت عدداً من المفتشين إلى استعمال سياراتهم الخاصة لتجنّب المخاطر المرتبطة بسيارات المصلحة، وهو ما وصفوه بمشهد “مؤسف” يتعارض مع شروط العمل اللائق.
وطالب المفتشون بفتح تحقيق عاجل وشامل للكشف عن ملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه المآسي، معتبرين أن ما حدث يشكل إنذارا جديدا حول الوضع الذي أصبح يفرض مراجعة شاملة لمنظومة النقل الوظيفي داخل القطاع. كما دعا البلاغ جميع المفتشات والمفتشين إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية المعلن عنها أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط، وذلك تعبيراً عن التضامن مع أسرة الفقيدة وزميلتها المصابة، ورفضاً لاستمرار العمل بأسطول متهالك يشكل خطرا على العاملين. وأكد المحتجون، عزمهم مواصلة ما وصفوه بالدفاع عن تحسين شروط العمل وضمان كرامة الأطر التربوية، مشددين على أن حماية المهنيين ليست مطلبا فئويا بل شرطا أساسيا لاستمرار أداء الأدوار التربوية والرقابية في ظروف آمنة ومحفزة.





