النعمان اليعلاوي
يُقبل قطاع الصحة العمومية على شهر «أسود» بعد إعلان أطباء القطاع العام عن سلسلة من الاحتجاجات غير المسبوقة، بسبب ما اعتبرته النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام «استمرارا للوضعِ الصحي المُتَأَزِّمِ والاختلالات العميقة التي تعرفها المنظومة الصحية، وما آلت إليه أوضاع المؤسسات الصحية»، حيث قرر الأطباء في القطاع الخاص الانخراط في إضراب وطني يومي 29 و30 أبريل الحالي، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، إلى جانب ما أسمته النقابة الأكثر تمثيلية في القطاع «الحداد الدائم» لطبيب القطاع العام بدءا من فاتح أبريل، وذلك عبر ارتداء البذلة السوداء، بالإضافة إلى خوض إضراب وطني يومي 2 و3 ماي المقبل، وتنظيم مسيرة وطنية، فضلا عن «مقاطعة الحملات الجراحية العشوائية التي لا تحترم المعايير الطبية وشروط السلامة للمريض المتعارف عليها، فضلا عن تقديم نتائج الدراسة حول الهجرة الجماعية». وحذر أطباء القطاع العام من «ندرة الموارد البشرية وقلة التجهيزات البيو طبية ومشاكل التعقيم والأدوية»، معتبرين أن ذلك «انعكس سلبا على نوعية الخدمات المقدمة لمُرتفِقي هاته المؤسسات، والعاملين بها أيضاً»، مبينين أن «المئات من الأطــــر الطبيــــة يُدفعون إلى تقديـــــم استقالاتهم هروباً من دخول المنظومة الصحية برُمَّتِها، وفي مقدمتها المستشفى العمومي الذي يعيش أيامه الأخيرة، إن لم تتداركه إرادة فعلية لإنقاذه»، ومطالبين بـ«تحسين ظروف اشتغال العاملين في القطاع الصحي العمومي، وكذا صرف مستحقات التعويض عن الحراسة والخدمة الإلزامية والتعويضات عن المسؤولية»، حسب الأطباء الذين طالبوا باعتماد مقترح النقابة المستقلة بخصوص تمكين الأطباء من الرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته. وقال المنتظر العلوي، الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، إن الوزارة الوصية مطالبة بـ«إضافة درجتين فوق درجة خارج الإطار، وتحسين ظروف اشتغال العاملين في القطاع الصحي العمومي، وصرف مستحقات التعويض عن الحراسة والخدمة الإلزامية والتعويضات عن المسؤولية»، حسب العلوي، الذي أضاف، في اتصال مع «الأخبار»، أن مطالب الأطباء تتجسد في «تحسين ظروف الاشتغال واستقبال المواطن، وجعل الطب العام كتخصص بالمنظومة الصحية، ومراجعة المرسوم الخاص بالحراسة والإلزامية»، مشددا على أن أطباء القطاع العام قرروا «مقاطعة التشريح الطبي، واستمرار مقاطعة القوافل الطبية، واستمرار مقاطعة جميع الأعمال الإدارية غير الطبية».
