شوف تشوف

الرأي

شيك الجسد الموقع على بياض

بعض النساء لا يمكن أن تشك فيهن، طيبة قلوبهن تنبع شلالا بهيا من ابتساماتهن، صفاء عيونهن يعكس جمال أرواحهن. صادقات وطيبات كيف يمكن أن تشك فيهن ومنهن من تفتح لك باب بيتها وتترك المفتاح بين يديك وتقول لك إنك صاحب البيت وهي الضيفة عندك. لا تتبع خطواتك داخل غرفة نومها، ولا أصابعك وهي تعبث في أوراقها الشخصية، تغادر بيتها وتتركك داخله. بعضهن من تلك الطينة التي تدس لها قسوة الدنيا المكائد، فتجد جيبها معدما، ولا يضيق صدرها بك، تأتيها الأرزاق من أوسع الأبواب وتظل تتساءل أنّى لها هذا؟ هذه التي لا راتب شهري لها يسد ثمن الكراء وفواتير الكهرباء والماء. ولضيق ذات يدها يصبح العمل الوحيد المفتوح أمام عينيها بوابة التجارة برأس مال غال على كل شريف، بيع قطعة من سريرها عفوا بيع جسدها بالكامل، فتُشرع المسكينة الوحيدة بابها للفحش، الذي تغطيه بلفافة «حب»، كقطعة الدواء المرة المحلاة، لمجابهة قرقرة البطون والأفواه المفتوحة، يقع على كاهلها ثقل رعايتها. تنفق أكثر مما تبيع، وتفتح بابها لأفواه قد تضيع في الطريق.. وفاحشو الثراء مبعدون عن دائرة ليلها الكحيل، لا أحد منهم فكر في عانس دهس قطار الحياة بسمة أيامها آخذا معه ظل كل المحارم الذين قد يكفلونها، هل منهم من فكر في المطلقات والأرامل، وقدم برنامجا لحصد ميزانية تتكفل بهن، وتبعدهن عن «شيك الجسد» الموقع على بياض؟ ما دامت النساء يتجولن ليلا في أماكن ممنوعة، وأخريات في الحانات وأخريات في منازلهن، لرفع مزاد ليلهن، فلا أحد فكر فيهن.. يبقين ملائكة النهار ومستغلوهن شياطين الليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى