النعمان اليعلاوي
تتزايد شكاوى سكان زنقة عمر الجديدي، بحي القبيبات في منطقة العكاري وسط العاصمة الرباط، بسبب ما وصفوها بـ«الفوضى غير المبررة» التي تواكب أشغال تغيير قنوات الماء الشروب، المنفذة من طرف شركة «ريضال»، فبدلا من تحسين الخدمة، بات المواطنون يواجهون معاناة يومية جراء الانقطاعات العشوائية، وركود الأشغال، وتردي جودة المياه.
ويقول السكان إن هذه الأشغال انطلقت، قبل أيام، وتم إشعارهم مبدئيا بأن الانقطاعات ستكون محدودة زمنيا، خلال فترة الليل فقط، غير أن ما وقع على أرض الواقع فاق التوقعات. إذ تفاجأ المواطنون بامتداد الانقطاع لساعات طويلة، وفي أوقات متفرقة من النهار والليل، دون أي إشعار مسبق، مع تكرر ظهور المياه بلون مائل للاصفرار أو البني، وانبعاث روائح غريبة، وهو ما يثير مخاوف صحية جادة لدى السكان، خاصة في صفوف الأسر التي تضم أطفالا أو مرضى مزمنين.
وبحسب إفادات عدد من القاطنين، فإن توقف الأشغال فجأة ودون سابق إنذار خلف مشاهد فوضوية في الشارع، حيث ظلت الأرصفة محفورة لأيام، في مشهد يؤثر سلبا على حركة المرور وعلى جمالية الحي، ويطرح علامات استفهام حول احترام الشركة لجدولة تنفيذ المشروع والتزامها بالآجال.
في ظل هذه الأوضاع، اضطرت عدد من الأسر إلى التزود بالماء المعبأ للشرب والطهي، وتأجيل الغسيل أو نقله إلى منازل أقاربها، بل إن بعض السكان أوقفوا استعمال آلات الغسيل مخافة تلفها، بسبب المياه الملوثة. كما سجلت حالات استياء واسعة لدى أصحاب المحلات التجارية والمقاهي، التي تأثرت أنشطتها، بسبب هذا الاضطراب في التزود بالماء.
ورغم عدد من الشكاوى الموجهة إلى الرقم المخصص من طرف شركة «ريضال»، إلا أن المواطنين يؤكدون أن الردود ظلت محدودة، ولا تتعدى الوعود المتكررة، أو «التحجج بأن المسؤولية تتحملها المقاولة التي تتولى الأشغال»، بحسب تعبير بعضهم. فيما تساءلت فعاليات محلية عن دور مجلس جماعة الرباط ومقاطعة حسان، في تتبع هذه الأشغال الميدانية، داعية السلطات الوصية إلى فرض احترام دفتر التحملات ومعايير الجودة في تدبير المرفق العمومي، خصوصا حين يتعلق الأمر بخدمة حيوية وحساسة كالماء.
وأضافت المصادر أن المنطق يقتضي إتمام الأشغال في كل زنقة أو شارع بشكل كامل، قبل المرور إلى شارع آخر، لتفادي التشتت وتفاقم الإزعاج، معتبرة أن مشاهد الحفر المهملة في الشوارع تكشف غياب التنسيق المحكم، وتتسبب في تهديد مباشر للسلامة الجسدية، خصوصا خلال الليل. فيما يطالب السكان بتحرك فوري من الجهات المعنية، وعلى رأسها والي جهة الرباط، من أجل فتح تحقيق في طريقة تنفيذ هذا المشروع، والكشف عن أسباب التدهور غير المسبوق في جودة المياه. كما طالبوا بتوضيح من طرف شركة «ريضال» بخصوص طبيعة المواد المستعملة في القنوات الجديدة، وتأثيرها المحتمل على الصحة العمومية.
