شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

غلطة العمر حوارات جريئة ناطقة بالندم والاعتراف: عبد اللطيف العراقي

مكالمة هاتفية طردتني من سلك الدرك وحرمتني من ممارسة هوايتي

حسن البصري:

مقالات ذات صلة

كنت حارسا للمنتخب المغربي في فترة من فترات تألقك، لكن خاتمة مسارك أدخلتك في نفق المأساة، ما الذي حصل؟

قضاء الله وقدره، تألقت مع العديد من الأندية والمنتخبات الوطنية، ووصلت إلى النجومية وحققت حلما لطالما يحلم به كل اللاعبين الناشئين، خاصة حراس المرمى، ثم إنه ليس من السهل أن يحمل لاعب قميص شباب المحمدية لمدة عشرين سنة، ويتدرج في الفئات السنية وينضم للمنتخب المغربي لكرة القدم العادية والشاطئية، ولولا سوء الحظ لكنت واحدا من نجوم المنتخب في كأس العالم 1998، لكن قدر الله وما شاء فعل.. لكن، مع ذلك، هناك أخطاء.

 

ما أولى الأغلاط التي وقعت فيها وأنت حارس مرمى؟

حين أختلي بنفسي وأقيم مساري وأنا أحصي لحظات التألق والانكسار، أتوقف عند مساري الطويل حارسا لمرمى شباب المحمدية، لقد قضيت في هذا الفريق عشرين سنة، هذا غلط ارتكبته حين قررت الاستمرار مع فريق فضالة مدة طويلة، رغم أن هذا المقام كان ناتجا عن حب الشباب والرغبة في التضحية من أجل هذا النادي.

 

لكن الاستمرار مدة طويلة في الفريق منحك شارة العمادة وسهل عبورك للمنتخب، وأصبحت في فترة من الفترات قائد الفريق..

أنا لا أنكر فضل شباب المحمدية علي، لكنني كنت صلة وصل بين المدرب واللاعبين وبين المكتب المسير وعناصر الفريق. لقد وصلت إلى درجة جعلتني جزءا من الشباب حيث عايشت خمسة أجيال من جيل عبد الله ميكيل إلى جيل طارق شهاب إلى أن قررت الاعتزال، وخلال هذه الفترة تمرنت على يد مجموعة من المدربين يفوق عددهم خمسين مدربا وستة عشر رئيسا، ناهيك عن مدربي ورؤساء الفرق الأخرى التي حملت قميصها، ولحد الساعة لازالت تربطني بالأحياء منهم علاقة صداقة واحترام متبادل، ولا يمكن أن أحصي عدد اللاعبين المغاربة والأجانب الذين تقاسمت معهم الانتماء للفريق، وإن كان أقربهم إلى قلبي الراحل رشيد تفاح.

 

أرى أن الخطأ الذي وقعت فيه هو محاولة تفويت نتيجة مباراة لفريقك شباب المحمدية، نتج عنها توقيفك عن التدريب لمدة ثلاث سنوات.. أليس كذلك؟

أولا حتى لا يسيء البعض فهم ما أقول حين ندمت على قضاء عشرين سنة في شباب المحمدية، فهذا ليس إساءة للمحمدية بل رغبة مني في تغيير الأجواء على غرار كثير من اللاعبين. لقد كنت على وشك الانضمام للرجاء والوداد والأولمبيك البيضاوي والجيش الملكي وأنا في فترة تألقي، ولكان لي مسار آخر على المستوى المعيشي، وهذه حقيقة، فلاعبو هذه الفرق كانوا يتقاضون أضعاف ما كنت أكسبه وأنا الذي لعبت للفريق بعد جيل فرس وعسيلة وحدادي.

 

نعود إلى سؤال الورطة التي غيرت مجرى حياتك..

إذا كنت أثق في الناس ويغدرون فهذا ليس خطأ مني، بل هو مشكل في شخصيتهم. صحيح أنني حشرت نفسي في أمور أخرى، إلا أن هناك فرقا بين أن ترتكب غلطة وأن يغلطوك ويغرروا بك، لقد كتبوا لي استقالة وطلبوا مني التوقيع عليها وأنا لا أدري ما مضامينها. وهذا ما جعلني أفقد وظيفتي، ليس فقط في الكرة كمدرب، بل وظيفتي كدركي التي كنت أقتات منها أنا وأسرتي، تحت ذريعة تفويت نتيجة مباراة في كرة القدم.

 

كنت تستفيد من امتياز ممارسة الكرة وأنت في سلك الدرك، وفجأة فقدت هذا الامتياز..

هناك عدد كبير من اللاعبين دخلوا سلك الدرك الملكي، والفضل في ذلك يرجع للرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية الجنرال دوكور دارمي حسني بن سليمان، أنا كنت واحدا منهم، ولكن الملك محمد السادس أوصى بمنح هؤلاء اللاعبين امتياز ممارسة نشاطهم الرياضي، خاصة بعد واقعة الحارس احميد الذي صدر قرار بتمكينه من الاشتغال ولو خارج المدينة التي تم تعيينه فيها.

 

تلقيت دعوة للمثول أمام لجنة الأخلاقيات بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث وجهت لك اتهاما بتفويت نتيجة مباراة والمساعدة على ذلك، ما مرافعتك؟

قلت لهم في جلسة استماع إن العراقي لم يعرض أي مباراة للبيع، وقلت للجنة بالحرف «أنتم تعرفون من يبيع المباريات وتعرفون من يمسك خيوطها وتعرفون أسماء السماسرة، لكنكم استدرجتم العراقي لأنه حائط قصير». لقد سألني رئيس اللجنة عما إذا كنت أعرف لاعبا سابقا مورطا في نفس الملف، فقلت إنني أعرفه وجمعتني به الكرة والتدريب، سأكون جاحدا إذا أنكرت معرفته، لقد قدمت كل الأدلة التي أتوفر عليها وغادرت الغرفة وأنا مقتنع بأنهم اقتنعوا بمداخلتي.

 

ماذا حصل بعد ذلك وكيف تمت إدانتك؟

لقد اعتبر إقراري بمعرفة طرف آخر بأنه اعتراف مني بوجود تفاوض حول نتيجة مباراة، وحوكمت بثلاث سنوات نافذة.

 

هل استأنفت الحكم الصادر في حقك؟

الغريب في هذه القضية أنني اقترضت ألف درهم لأقدم مسطرة الاستئناف، ولا زلت إلى الآن أنتظر تحديد موعد لهذه الجلسة، لا يهم فما وقع قد وقع ولكن حين أستحضر هذه الواقعة أصاب بالحزن.

 

ما حيثيات القرار كما صدر في بلاغ لجنة الأخلاقيات؟

قررت لجنة الأخلاقيات، أيضا، توقيف أحمد بلحيوان، مدرب فريق الاتحاد الإسلامي الوجدي، من جميع الأنشطة الكروية لمدة خمس سنوات نافذة، مع غرامة مالية قدرها 50 ألف درهم، على خلفية ما أسمته بالتلاعب في نتيجة مباراة بناء على تسريب صوتي دار بيني وأحد لاعبي شباب المحمدية، دون الاستماع لهذا الأخير، وكان نصيبي عقوبة مدتها ثلاث سنوات.

 

كيف عشت هذه الصدمة؟

صدقني لم أتأثر لقرار توقيفي عن ممارسة النشاط الرياضي، ولا توقيفي من عملي كدركي، ولكن الشيء الوحيد الذي حز في نفسي هو موت زوجتي عائشة، رحمها الله، التي كانت الأكثر تأثرا بهذا القرار وعاشت مرارته، هي التي كانت سندا لي في محنتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى