حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرفسحة الصيف

 مارتن كوبر.. مخترع الهاتف المحمول

 تلك الاختراعات التي نحيا بها (9)

إن استعمالنا للهواتف المحمولة أصبح شائعا في حياتنا، إلى حد أنها صارت من الأمور البديهية التي لا غنى عنها. والحقيقة أن التوصل لهذا الاختراع تطلب وقتا طويلا وجهدا لتجاوز مصاعب ومعيقات كبيرة تكاد تكون مستحيلة، وكان أكثر الناس تفاؤلا، لما بدأ تداول فكرة هاتف لاسلكي يمكن الإنسان من التواصل، يرى أن الأمر قد يتطلب عقودا من الزمن وبذل مجهود خارق لقطع مراحل من البحث وابتكار تكنولوجيا جديدة للوصول إلى هذا الاختراع. لكن مارتن كوبر كذّب كل هذه التوقعات واستطاع بسهولة وفي ظرف وجيز التوصل إلى هذا الاختراع، وإنجاز أول اتصال به أمام العموم.

ويعتبر مارتن كوبر Martin Cooper الأمريكي من أصول أوكرانية هو مخترع الهاتف النقال، حيث ولد مارتن في شيكاغو، وهو حاصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائيّة وذلك في سنة 1950، وحاصل أيضا من المعهد نفسه على درجة الماجستير، وهو صاحب براءة اختراع الهاتف اللاسلكي.

انتمى إلى أسرة متواضعة علمته الاعتماد على النفس، حيث عمل مع والده في بيع البضائع والسلع في البيوت بالتقسيط، كما كان مضطرا إلى الانضمام إلى معسكرات تدريب ضباط الاحتياط لينفق على دراسته في معهد للتكنولوجيا، وبعد ذلك عمل في مدمرة بحرية تدمر خطوط السكة الحديدية على ساحل كوريا الشمالية أثناء الحرب الكورية، وبعد مدة من الزمن انتقل كوبر إلى العمل في الغواصات، واستمر سنة ونصف السنة في مدينة هاواي، حيث تعلم طرق الغوص التي كانت من أهم هواياته الرياضية، ومع أن كوبر أحب البحرية، لكن فكرة الاستقرار لم تغب عنه، فالتحق بالسلك الوظيفي بعد الحرب.

بعد ذلك عمل مارتن في شركة «موتورولا»، التي لم تكن وقتها بالحجم الذي ستصبح عليه بفضل الهاتف النقال على الخصوص، وفي هذه الفترة قدم مارتن كوبر العديد من الإنجازات التي عملت على زيادة انتشار الساعات الرقمية، وذلك عن طريق معالجته لأحد مراكز الخلل في أنظمتها، وبالذات أجهزة المذياع التي تصنعها الشركة، وشجع الشركة على زيادة الإنتاج.

بدأت فكرة الهاتف النقال لدى كوبر من أوائل السبعينيات، حيث كانت الأجهزة المحمولة المشهورة وقتها غير فعالة وغير عملية، وكان مشكل تزويدها بالطاقة الضرورية لشحنها مشكلا عويصا يتطلب الحل السريع، فالهواتف النقالة فضلا عن وزنها الثقيل ومشكلة الشحن، كانت مرغمة على أن تكون مرتبطة بالسيارة، حيث تم استعمالها بنجاح. السؤال هو كيف التخلص من الارتباط بالسيارة؟ وكيف بالإمكان تخفيف وزنها؟ وأخيرا كيف يتم شحنها بالطاقة الكافية؟

 

 رؤية تكنولوجية على المدى البعيد

استطاع مارتن كوبر أن يجد حلا للأسئلة التي طرحها بواسطة هاتفه المحمول، الذي أطلق عليه اسم الهاتف الحذاء، سخرية من حجمه ووزنه. وهو هاتف محمول وزنه كيلوغرام واحد يشحن ببطارية تكفي بإجراء المكالمات لمدة تتجاوز بقليل 35 دقيقة.

أقام كوبر باتفاق مع شركته مؤتمرا صحفيا في فندق هيلتون بنيويورك، يوم 3 أبريل 1973، للإعلان عن اختراعه المبهر إلى العالم، حيث أجرى أول مكالمة بهذا الهاتف المحمول، وعلى الرغم من نجاحه في إبهار الحاضرين، أصر على الخروج إلى الشارع مع الصحافيين والمصورين التابعين لأشهر القنوات التلفزيونية وإجراء مكالمة هاتفية ثانية، كان له الدور الكبير في تسويقه وإشهاره. ويقول مارتن كوبر عن هذه اللحظة: «كنت أتحدث وأتقدم نحو الشارع، حتى كادت تصدمني سيارة». الطريف في المسألة أن مارتن كوبر كان قد تعمد أن تكون مكالمته الأولى موجهة إلى الشركة المنافسة لشركة «موتورولا» في السباق نحو اختراع أول هاتف محمول، أما مضمون المكالمة فكانت العبارة التالية: «أتصل بكم لمعرفة إذا كان صوتي مسموعا لديكم بوضوح، أم لا».

اعتمد الهاتف المحمول الذي شرع في تسويقه عمليا سنة 1983 بثمن غال جدا وصل إلى حدود أربعة آلاف دولار، على دائرة استقبال وإرسال بواسطة إشارات عن طريق محطات إرسال أرضية أو فضائية عن طريق الأقمار الاصطناعية، والاتصال عن طريق دائرة متكاملة تكمن في المحمول الشخصي والمركز الرئيسي الخاص بشركة الاتصالات.

هذه الأمور كانت محبطة، ولم يكن أحد يتوقع نجاح هذا الاختراع، لكن كوبر كان متفائلا بقوله: «لقد كانت التكلفة باهظة والرحلة طويلة، لكنني لم أضع نصب عيني سوى رؤية تكنولوجية على المدى البعيد». وبالفعل، سرعان ما عرف هذا الاختراع الجديد تطورا كبيرا في الوزن والثمن والجودة، حتى أصبح من مستلزمات الحياة المعاصرة.

 

 الهاتف المحمول.. تأثيرات ومخاطر

اشتكى مارتن كوبر مما آل إليه اختراعه من تأثيرات سلبية قائلا: «إن المستخدمين أصبحوا ينظرون إلى هواتفهم بشكل أدى إلى هوس العديد من الناس بها»، ومعربا عن استغرابه من الاهتمام التجاري لشركات الاتصالات بإضافة المزيد من الخدمات والتطبيقات للهاتف النقال، مثل الرسائل والصور… أكثر من تيسير سبل إجراء الناس للمكالمات في أي مكان في العالم، دون تكاليف مادية مرهقة أو معيقة. كما انتقد أيضا توظيفه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يؤدي إلى انتهاك الخصوصية وإلى مشكلة الإدمان، وأن هذا الهاتف الذكي أصبح اليوم أمرا معقدا بالفعل، مع وجود العديد من التطبيقات، وبروز مخاطر أخرى ناجمة عن الإفراط في استعماله.

لكن مارتن كوبر عبر في النهاية عن مدى تفاؤله العميق بالروح الإنسانية القادرة على تجاوز هذه المخاطر المحدقة بها مستقبلا: «لدي إيمان راسخ بالإنسانية. ألقي نظرة على التاريخ وألقي نظرة على كل التطورات التي حققناها بفضل التكنولوجيا. الناس أفضل حالا الآن، ويعيشون لفترة أطول. إنهم أكثر ثراء، وهم أكثر صحة مما كانوا عليه من قبل. لدينا تحديات، لكن بشكل عام، الإنسانية تتقدم».

 

نافذة:

اعتمد الهاتف المحمول الذي شرع في تسويقه عمليا سنة 1983 بثمن غال جدا وصل إلى حدود أربعة آلاف دولار على دائرة استقبال وإرسال بواسطة إشارات عن طريق محطات إرسال أرضية أو فضائية عن طريق الأقمار الاصطناعية والاتصال عن طريق دائرة متكاملة

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى