حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

مع هيكل.. «صداقة» ملغومة مع قيدوم الصحافة المصرية الشهير بمهاجمة الحسن الثاني

يونس جنوحي

على هامش المذكرات التي خطها بنفسه، دّون السفير محمد التازي عددا من الذكريات وسجل كواليس لقاءات مع شخصيات عربية، طوال فترة اشتغاله في السلك الدبلوماسي ما بين 1958 و1994.. وهي فترة ممتدة من الزمن حفلت بأحداث مفصلية.

من بين الشخصيات التي تعرف عليها التازي الصحافي المصري الشهير محمد حسنين هيكل. هذا الصحافي الذي اشتهر بمقالات مثيرة للجدل عن المغرب، وعلاقة الملك الراحل الحسن الثاني بالرئيس جمال عبد الناصر، حتى أن بعض المثقفين المصريين كانوا يجزمون بأن هيكل كان يحصل على الضوء الأخضر من عبد الناصر شخصيا ليهاجم المغرب ويُؤلف «القصص» عن الملك.

تأرجحت علاقة محمد التازي بهيكل.. فقد تعرف عليه قبل استقلال المغرب، عندما كان التازي طالبا في الدراسات العليا، ثم صحافيا. وتعمقت علاقة الرجلين عندما أصبح التازي في وزارة الخارجية.. والتقى بهيكل خلال عدد من المناسبات. أما عندما أصبح التازي سفيرا لدى مصر، خلال نهاية الثمانينيات، كانت علاقته بهيكل واحدة من أغرب العلاقات، إذ تجمع بين الزمالة، والود القديم والتصدي لهجومات هيكل وتكذيب ما كان يكتبه الأخير عن المغرب.

يحكي التازي، في أوراقه الشخصية، عن واحدة من المحطات العنيفة التي تقاطعت فيها الدوائر بينه والصحافي هيكل، عندما كان العربي المساري وزيرا للاتصال، وكانت مرت فترة قصيرة على وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، أي بعد سنة 1999. وكان التازي تقاعد من السلك الدبلوماسي بأكثر من أربع سنوات. يقول:

«في مكالمة تليفونية مع الصديق الأستاذ محمد العربي المساري سألني:

-هل اطلعت على ما كتبه محمد حسنين هيكل عن المغفور له جلالة الملك الحسن

الثاني في العدد الأخير من مجلة «وجهات نظر» المصرية؟

ونفيت له معرفتي بما كتب هيكل، وإن لم أستبعد أن يكون ما كتب فيه من الإنشاء

أقوى مما فيه من الحقيقة.

وبحثت عن المجلة إلى أن عثرت عليها في المرجوعات عند شركة التوزيع وقرأت ما كتب هيكل. وقد فعل المساري خيرا حين أذن بتوزيع المجلة، ولم يشر بمصادرتها، وإن فعل، فلن يكون ذلك مصادرة رأي، وإنما مصادرة زيف وتحريف. والأستاذ هيكل يحرج أصدقاءه قبل أن يثير خصومه، حين يجمح به خياله، وحين يعتقد أن ما تخيله حقيقة مسلمة وفي كل مرة ألقاه أحاول إقناعه بأن يكون منصفا في كتابته حين يكتب عن المغرب، وألا يتأثر بعلاقاته السابقة ولا برواسب فكره، ولم أكتف بالتنبيه، بل سجلت في «العَلم» في الستينات كثيرا من المساجلات التي دارت بيني وبينه، وكنا على موعد لمواصلة الحوار عن الحكم في المغرب في الصيف الماضي، وكان يخشى أن يكون لما كتبه في الأهرام في الخامس والعشرين من شهر فبراير عام 1993 بعنوان: «ذاكرة صحفي… وذاكرة ملك» تأثير قد يسبب له إحراجا عند زيارته للمغرب فأكدت له أنه سيلقى ما هو جدير به من ترحيب وتقدير، وقد اطمأن حين تلقى دعوة من وزير الثقافة المغربي في ذلك الحين، وحين أبلغني نبأ الدعوة، وكنت سئلت هل يقبل هيكل أن يشارك في ندوة في «الدوزيم» عن الوضع في العالم العربي وتحديات المستقبل، فرحبت بدعوته، لكن الفكرة أجهضت.

ومنذ أيام، وقبل اطلاعي على ما كتبه هيكل بعد وفاة المغفور له طيب الله ثراه بعثت له ألح عليه في زيارة المغرب ليرى إرهاصات المستقبل في ما تم من تقدم في الممارسة السياسية، وما هو مؤمل منها في القريب، ولكن ما قرأت بقلمه وأسلوبه عن فقيدنا الغالي جعلني أشك في جدوى إقناعه بخطأ ما رسب في فكره عن المغرب. فهو مصر على التمسك بأفكاره، بل في كل مناسبة يضيف إضافات جديدة لا تسيء لذاكره رضي الله عنه وحده، وإنما تسيء إلى شعب وإلى أمة وإلى تاريخ، وتحريف الأحداث التاريخية إلى وسائل لخدمة أهداف سياسية ماتت مع داعيتها المرحوم جمال عبد الناصر، وخفت بريقها بابتعاد المعبر عنها عن ممارسة أي نشاط إعلامي».

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى