تطوان: حسن الخضراوي
بعد تعيينه بحر الأسبوع الجاري، من قبل الملك محمد السادس باقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الصحة والحماية الاجتماعية، توجد على طاولة محمد عكوري، المدير العام للمجموعة الصحية الترابية لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ملفات صحية حارقة نتيجة تراكمات الاختلالات التي يشهدها القطاع الحساس، وتراجع جودة الخدمات وتعثر مشاريع وغياب الموارد البشرية الكافية.
ومن ضمن الملفات المستعجلة أمام عكوري، استمرار شلل أقسام الإنعاش بالمستشفيات العمومية بشفشاون والمضيق، والاضطرار إلى توجيه جميع الحالات في اتجاه المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، فضلا عن تأخر مشروع مستشفى الاختصاصات بتطوان، وانتظار فتح مستشفى بنقريش، وإعادة بناء مراكز صحية بعد هدمها وتأهيل أخرى لتصبح قادرة على مواكبة التوسع العمراني.
ويتخبط قطاع الصحة العمومية بالشمال في مشاكل التوجيه والصراعات التي تحدث بين الأطقم الطبية، ما يستدعي معالجة المشكل بتفعيل المحاسبة وضمان الحق الدستوري في العلاج، لأن المريض يبقى هو الضحية الأولى ولا يمكنه تحمل مسؤولية تقدير حالته الصحية، كما أن التوجيه نحو المستشفى الجامعي محمد السادس بطنجة سبق أن خلق جدلا واسعا ووصل الأمر حد فتح تحقيق إداري من قبل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وسبق الاحتجاج على طول المواعد الطبية بالمؤسسات الاستشفائية العمومية بالشمال، فضلا عن غياب مجموعة من الاختصاصات والاضطرار إلى التنقل إلى طنجة أو مدن أخرى، مع ما يكلف ذلك من مصاريف ترهق ميزانية الأسر الفقيرة وتلك التي تعيش الهشاشة، ناهيك عن احتقان أقسام المستعجلات والصراعات التي تحدث بين بعض المرتفقين وحراس الأمن الخاص، ما يستدعي تجويد خدمات الاستقبال والإرشاد والعلاج.
ويوجد المدير العام للمجموعة الصحية الترابية بجهة الشمال، أمام اختبار تجويد الخدمات الصحية بالمناطق القروية النائية، وتوفير الأطباء بالمراكز الصحية، والرفع من جودة العلاجات وتفادي مشاكل توجيه الحوامل إلا في الحالات الاستثنائية، وتجهيز المراكز الصحية بالمعدات والأدوية وسيارات الإسعاف وعملها المستمر، مع الفعالية في التنسيق بين مصالح المستشفيات للتعامل مع كافة الحالات المستعجلة والطوارئ.
ومن ضمن الملفات الحساسة أيضا، هناك ملف بعض النقابات الصحية، والصراعات التي تظهر أحيانا أنها لفائدة المرضى والدفاع عن حقهم في جودة الخدمات الصحية، في حين يخفي الأمر صراعات وتطاحنات لخدمة أجندات خاصة، والضغط لتحقيق أهداف قيادات نقابية محلية وجهوية ووطنية، وركوب تنفيذ مشاريع مستشفيات ومراكز صحية انتخابويا.
ويأتي تعيين عكوري على رأس المجموعة الصحية الترابية بالشمال في سياق تفعيل إرساء المجموعات الصحية الترابية، حيث تم اختيار جهة طنجة – تطوان – الحسيمة كجهة نموذجية، في أفق تعميم هذه المجموعات على باقي جهات المملكة، وذلك في إطار السعي لتجويد الخدمات الصحية وتقريبها من المواطن.
