الأخبار
علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أسدلت الستار، في وقت متأخر من مساء أول أمس الاثنين، على ملف المتورطين في تنفيذ الهجوم الخطير على رجال الشرطة بسلا باستعمال قنينة غاز من الحجم الصغير وأسلحة بيضاء وكلب شرس، حيث أصدرت أحكاما بالسجن النافذ في حقهم.
المتهمون الثلاثة، بينهم شقيقان، تابعتهم المحكمة في حالة اعتقال بتهمة محاولة القتل العمد والسرقة بيد مسلحة، والاعتداء والإهانة والتعنيف في حق القوات العمومية والمشاركة في ذلك، أدانتهم الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية، أول أمس الاثنين، بالسجن النافذ لمدة 12 سنة سجنا نافذا في حق المتهم الرئيسي، وسنة ونصف السنة حبسا نافذا في حق شقيقه، فيما صعقت صديق المتهم الأول وشريكه في تنفيذ الاعتداء ضد قوات التدخل بعشر سنوات سجنا نافذا.
وتعود أطوار هذا الملف إلى شهر يونيو من السنة الماضية، حيث اضطر موظف شرطة يعمل بالأمن الإقليمي بمدينة سلا، صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك، إلى استعمال سلاحه الوظيفي خلال تدخل أمني لإيقاف شخص يبلغ من العمر 41 سنة، من ذوي السوابق القضائية، والذي كان في حالة سكر واندفاع قوية، وعرض أمن المواطنين وسلامة عناصر الشرطة لتهديد جدي وخطير عن طريق تحريض كلب من فصيلة شرسة، واستعمال قنينة غاز.
ووفق مصدر أمني، تلقت قاعة القيادة والتنسيق بمدينة سلا نداء نجدة عبر الرقم «19»، مفاده قيام شخص في حالة سكر بإحداث الفوضى بالشارع العام، وتعريض جيرانه للتهديد باستعمال كلب وقنينة غاز بحي سيدي موسى بالمدينة نفسها، وهو الأمر الذي استدعى تدخل أقرب دورية للشرطة من أجل اعتقاله، غير أنه واجه عناصرها بمقاومة عنيفة عن طريق تحريض الحيوان الشرس الذي قام بإصابة شرطيين بجروح، مما اضطر موظف الشرطة إلى إطلاق رصاصة أصابت الكلب ومكنت من تحييد الخطر الصادر عنه.
وحسب المصدر نفسه، فقد مكن هذا الاستعمال الاضطراري للسلاح الوظيفي من تحييد الخطر الناتج عن هذا الاعتداء وإيقاف المعتدي، حيث تم الاحتفاظ بالمتهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي أشرفت عليه النيابة العامة المختصة، قبل أن تكشف الأبحاث عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية.
ووفق الأبحاث المنجزة، سقط مشاركان ساهما في سيناريو العصيان والاعتداء الذي استهدف رجال الشرطة، أثناء التدخل من أجل تحييد الخطر عن المواطنين ورجال الأمن، بعد أن تم تهديدهم بكلب شرس وقنينة غاز، وتم اعتقال شقيق المتهم الرئيسي، وشخص آخر بعد أن وثقت كاميرات مراقبة مساهمتهما في تنفيذ الجريمة، قبل أن تتم إحالة المتهمين الثلاثة على العدالة وإدانتهم، أول أمس، بعقوبات سجنية نافذة بلغت في مجموعها حوالي 24 سنة.
