
طنجة: محمد أبطاش
تحولت المساحات الخضراء المحيطة بحديقة “فيلا هاريس” بمدينة طنجة إلى مشهد كارثي، بعدما بدأت كميات من النفايات تتراكم بشكل يومي على جنبات الممرات وبالقرب من أماكن الجلوس، وسط استياء متزايد من الزوار الذين يقصدون هذا الفضاء للتنزه والاستراحة، خاصة خلال عطلة الصيف الحالية. وكشفت بعض المصادر أن الحديقة، التي تُعد من أبرز الوجهات الطبيعية والترفيهية داخل المدينة، تعرف إقبالا كبيرا من طرف الساكنة المحلية والزوار القادمين من مختلف الأحياء، لما تتميز به من موقع استراتيجي قرب شاطئ ملابطا، ومساحاتها المظللة بالأشجار ونظامها البيئي الفريد، غير أن غياب الحاويات الكافية وقلة حملات التنظيف جعل المكان يتحول تدريجيا إلى نقطة سوداء في الخارطة البيئية للمدينة.
ونبهت المصادر، لغياب دور المصالح الجماعية والشركات المفوض لها قطاع التدبير المفوض للنظافة، رغم الميزانيات الكبيرة التي تُخصص سنويا لهذا القطاع. كما دعا مواطنون إلى ضرورة تثبيت لافتات توعوية، وزيادة عدد عمال النظافة، ووضع حاويات موزعة بشكل مناسب بمختلف أرجاء الحديقة، لتفادي تحولها إلى مكب عشوائي.
وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من الحالة التي آلت إليها الحديقة، مؤكدين أن “فيلا هاريس” لا تستحق هذا الإهمال، خاصة أنها تُعد معلمة تاريخية ومتنفسا بيئيا نادرا في المدينة. كما طالبوا بتعزيز المراقبة، وتكثيف جهود عمال النظافة، وتوفير صناديق قمامة بشكل كاف، مع إطلاق حملات تحسيسية لرواد الحديقة من أجل الحفاظ على نظافتها.
للإشارة، فإن الحديقة تعرف أيضا، انتشارا كبيرا للأعمدة الكهربائية العارية رغم وجود ميزانية ضخمة تستفيد منها شركة الإنارة العمومية التي يربطها عقد تفويض مع جماعة طنجة، الأخيرة التي سبق أن أعلنت كون نحو ألف بوابة لمنفذ صيانة الأعمدة الكهربائية بطنجة اختفت في ظروف غامضة، حيث يفترض أن لصوصا يقومون بسرقتها تحت جنح الظلام، ومن تم تذويبها نظرا للمعادن التي تحتويها هذه البوابات، ثم بعد ذلك، يتم بيعها في السوق السوداء، وهو ما يكلف ميزانية الجماعة خسائر سنوية بالملايين، في وقت تسائل هذه البوابات صغيرة الحجم، نجاعة الشركة المكلفة بصيانة الإنارة العمومية بشوارع المدينة.





