
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن شارع مولاي رشيد بطنجة عاش، يوم الجمعة الماضي، على وقع مأساة تمثلت في وفاة طبيبة شابة في الثلاثينيات من عمرها، عقب سقوطها من الطابق الثالث لمنزل عائلتها، في واقعة هزت الرأي العام المحلي والوسط الطبي على حد سواء. وتبين، بعد التحريات التي أجرتها المصالح الأمنية، أن الهالكة كانت، وفق رواية أسرتها، تعاني من اضطرابات نفسية وهددت مرارا بالانتحار.
وأكدت المصادر أن الهالكة كانت تشتغل قيد حياتها ضمن طاقم مصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي محمد السادس بطنجة، بعد أن خضعت لتكوين سابق بمستشفى محمد الخامس، حيث عُرفت بكفاءتها وحضورها المهني بين زملائها في المجال.
وحسب المصادر خلفت الواقعة صدمة قوية داخل المستشفى الجامعي ووسط زملاء الضحية، حيث عبّر عدد من الأطر الصحية عن أسفهم العميق لهذا الحادث الأليم، مسلطين الضوء على الضغوط النفسية والمهنية الكبيرة التي يعيشها العاملون بقطاع الصحة، سيما الأطباء الشباب، في غياب مواكبة نفسية ومجتمعية دائمة.
وكان المستشفى الجامعي بطنجة عاش، في وقت سابق، على وقع الصدمة بعدما حاولت ممرضة تبلغ من العمر 51 سنة الانتحار برمي نفسها من أعلى شرفة منزل تقطنه بمنطقة أهلا بالمدينة، وعمدت إلى محاولة تمزيق صفحات من المصحف، ما يكشف عن كونها تعاني من أمراض نفسية مستعصية. وذكرت المصادر أن المعنية بالأمر أثارت حالة من الذهول حينما شاهدها عدد من المارة، الذين عمدوا إلى الاتصال بالمصالح الأمنية والسلطات المختصة، بما فيها الوقاية المدنية، حيث عملت على توقيف الممرضة، وبالتالي تفادي الكارثة، خاصة وأنها كانت تهدد بالانتحار في أية لحظة.
وكانت المعنية تتابع علاجها لدى طبيب نفسي، وتتناول في الآن نفسه أدوية ومهدئات بسبب مرض نفسي ألمّ بها في ظروف غامضة، في وقت عملت المصالح الأمنية على وضعها بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بالمدينة، حتى يتسنى أن تتابع علاجها النفسي بالمستشفى ذاته وقتها.
وقالت مصادر متتبعة إن إيداع المعنية، رغم أنها ممرضة جامعية، مستشفى الرازي للأمراض العقلية، يكشف كون مدينة طنجة بحاجة إلى مؤسسة صحية للأمراض النفسية والعقلية في المستوى المطلوب، حتى يتسنى تطويق مثل هذه الحوادث التي تتفجر بين الفينة والأخرى، في وقت رفضت أسرة المعنية وضعها بهذا المستشفى، بسبب ما يعيشه من ظروف مزرية وتسجيل حالات فرار للمرضى من حين لآخر، وكذا حوادث مميتة بداخله بين الفينة والأخرى.