
هل كنت تقدمين كتاباتك لمجموعة «لمشاهب»؟
كانت لي قطع تستحق أن تتغنى بها «لمشاهب»، فعلا قدمتها لهم، لكني فوجئت برفضها من طرف بعض العناصر لا أعرف السبب، حينها تيقنت من وجود أشخاص همهم الوحيد هو إبعادي عن المجموعة، لأنني من مؤسسيها. تفرغت للكتابة ابتداء من سنة 2005 بشكل رسمي، وركزت على القضايا التي نعيشها في مجتمعنا كقضية لجوء السوريين إلى المغرب، والأفارقة من جنوب الصحراء، بسبب الحروب والجفاف وغيرها من المواضيع التي تخص المعيش اليومي للمغاربة كقضية خادمات البيوت ومعاناتهم، ولي ديوان «حروف وميزان» يجمع كل كتاباتي الزجلية أهديته إلى روح أمي وجدتي رحمهما الله، وإلى أختي محجوبة، وأسرتي أبنائي طارق وخنساء وأنس وحفيدَيَّ عيسى وصوفيا، والراحل محمد باطما، وجمهور الحركة الغيوانية. الديوان الشعري جاء متنوعا في مواضيعه ومركزا على القضايا الراهنة، بما فيها نبض كرة القدم والمنتخب المغربي.
اليوم «لمشاهب» تواصل حضورها وتجدد تركيبتها البشرية، دون أن تقطع مع نمطها الغنائي القديم، كيف تعيشين التجربة الجديدة؟
أولا علينا ألا ننسى بأن مجموعة «لمشاهب» بلغت نصف قرن من الحضور في الساحة الفنية، بل أزيد من نصف قرن من الزمن، هذا رصيد تاريخي لا يمكن المرور عليه مرور الكرام. تعرضت الفرقة لضربات عديدة ولانقسامات، بدءا باستقالة الأخوين الباهيري، وطردي أنا أيضا، لأن بعض أفراد المجموعة لم يقبلوا وجود زوجين يتقاضى كل واحد منهما «كاشي»، عشنا أزمات الانقسامات وكانت بسبب اختلاف الرؤى والتصورات ما نتج عنه تيارات، تيار يجر المجموعة إلى الوجهة الغربية، وكان يقوده الشريف، وتيار كان يصر على ارتباط المجموعة بتربة هذا الوطن ويقوده حمادي، إضافة إلى الخط الفني الذي يتأرجح بين الاجتماعي والسياسي، ورحيل العناصر التي كانت تشكل العمود الفقري للفرقة رحم الله الراحلين شهداء الأغنية «لمشاهبية»: باطما والشريف لمراني والسوسدي، دون أن ننسى الأب الروحي «عزيزي»، المدير المؤسس، الذي كان يشرف على الفرقة ويسهر على تفاصيلها، وهي مهمة ليست سهلة، لأنها تتطلب قدرة على حل المشاكل والأزمات والوقوف في وجه الرياح العاتية التي تضرب المجموعة. أعود إلى سؤالك لأشير إلى عودتي من جديد إلى المجموعة التي كنت مؤسسيها، وفرحتي بالرجوع إلى عشي الأول الذي جئت إليه وعمري لا يتجاوز 17 سنة، تصور فتاة يافعة عاشت الاغتراب في الدار البيضاء من أجل عشقها للفن، شكرا لوالدتي شكرا للإخوة الباهيري، شكرا لعائلة البختي التي عاملتني معاملة الأم لابنتها.
هناك مجموعات تحمل اسم «لمشاهب» وترتدي نفس اللباس وتقدم أغان من الريبيرتوار القديم لمجموعتكم؟
الظاهرة الغيوانية بصفة عامة عانت من هذه القضية، لكن هناك فرق تناسلت وجاءت لتعزز الظاهرة وتضمن استمراريتها، كـ«بنات الغيوان» التي أسسها الإخوة الباهري، و«أحفاد الغيوان» وغيرهما من المجموعات التي عززت الظاهرة، لكن ما يعاب على بعض الفرق الغنائية هو استغلال أسماء المجموعات في المهرجانات، ما يجعل الجمهور تائها بين الظاهرة. اليوم هناك قوانين تمنع استغلال اسم أي مجموعة، وهنا لا يفوتني أن أشكر حمادي على الدور الذي يلعبه لضمان استمرارية «لمشاهب» في صيغتها الجديدة، مع نور الدين إخوان وعبد الحق الجوهري وحسن حسنين والميموني المختار وجلال مراد وغيرهم من الأسماء، التي حملت المشعل وما زالت تحمله إلى اليوم، علما أن «لمشاهب» مثلت المغرب خير تمثيل في مهرجانات خارج المغرب، وحظيت بشرف لقاء عدة زعماء، أبرزهم ياسر عرفات.