شوف تشوف

الرأي

في عيد الحب

مضى عيد الحب على غير عادته، في غفلة مني ومنك، ليذكرني بأن الحب الذي كنت أحتفل به في كل شهر فبراير.. قد انتهى.. وكأن شيئا لم يكن.
الأزقة ملونة باللون الأحمر، الشوارع مزينة بالقلوب و الورود الحمراء، كل الأماكن والمحلات التجارية تعج برائحة الحب، الموسيقى تعزف سمفونية الرومانسية والعشق، الناس سعداء يشعون حبا.. كل شيء يجري كما عهدناه كل عيد .. إﻻ أن عيد هذا العام له طعم آخر من دونك، طعم مر ﻻ أكاد أسيغه.
كان حبنا كبيرا، رسم لنا حياة مليئة بالأحلام و الآمال  ضحكنا معا، بكينا معا، فرحنا وحزننا معا، كنا كطفلين بريئين يعيشان الحياة بحلوها ومرها، يلعبان على أوتار الهوى.. وﻻ يعرفان سوى الحب كمبدأ… تعاهدنا أن ﻻ نفترق أو نبتعد مهما حدث، وكيفما كانت قوة الظروف وصعوبتها.. إﻻ أنني تعلمت أنه ﻻ يوجد سوى وعد الموت الذي ﻻ يخلف.
خرجت اليوم لأحتفل بعيد حب قد انتهى منذ زمن لوحدي، لأخلد الذكرى التي طبعت حياتنا بمفردي، لأعيد الحياة لما دفناه بأيدينا لوحدي، فابتعت لنفسي باقة ورد حمراء، وعلبة شوكوﻻطة.. تماما مثل تلك التي كنت تحب أن تهديني إياها في ذروة حبنا تلك.
الأزقة والمطاعم والشوارع مليئة بالعشاق، كل مظاهر الحب تفرض نفسها اليوم، إﻻ أن حبنا لم يستطع أن يفرض نفسه وسط زحام الحياة.. فرحلت وافترقنا، لأطيع كبريائي، ولتنقذ عزة نفسك التي انتصرت على الإحساس الكبير الذي بنيناه معا.
ﻻ أدري كيف تحتفل بعيد حبك اليوم، ربما لم تتذكره، وربما تحتفل به بين أحضان أخرى.. أو بين رفات ذاكرة تعذبك.. كما تفعل بي في كل يوم وساعة بعد نهاية حبنا.. و آمل أن تكون أهديت لنفسك ولو قطعة شوكوﻻطة، تذكرك بي.. وتحلي بها شيئا من مرارة عيد هذا العام.
و كل عيد حب وأنت بخير.. ونحن للذكرى أوفياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى