
أكادير- محمد سليماني
علمت «الأخبار» أن المنتزه الوطني لسوس ماسة، الذي يمتد من مصب واد سوس بأكادير إلى منطقة سيدي موسى بإقليم تيزنيت، على طول 65 كيلومترا، سيخضع للتطوير والتأهيل لاحتضان السياحة البيئية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن هذا المنتزه المغمور سيتم تأهيله عبر إطلاق دراسة لتطوير السياحة البيئية بهذا المنتزه الضخم الذي تتجاوز مساحته 33 ألف هكتار، منها 12350 هكتارا عبارة عن محمية بالملك الغابوي، والذي تم إحداثه كمنتزه منذ سنة 1991. ورغم عمر هذا المنتزه الطويل الذي يزيد عن 34 سنة، إلا أنه ما زال مغمورا، رغم الإمكانيات الهائلة التي يضمها، من قبيل الحيوانات الصحراوية والطيور النادرة، والتعريف به والترويج له يظل دون المستوى، إذ لا تتجه إليه الأنظار كثيرا ولا يعرفه أغلب السواح وزوار مدينة أكادير.
ويهدف المنتزه الوطني سوس ماسة إلى الحفاظ على الأنواع الحيوانية والنباتية وحمايتها والمساهمة في التنمية المحلية المستدامة، ورفع الوعي العام بالبيئة ودعم البحث العلمي، خصوصا وأنه يحتضن تنوعا بيولوجيا فريدا، مع وجود أنواع فريدة، على غرار آخر مستعمرة في العالم لطائر أبو منجل الأصلع والحيوانات الصحراوية، إضافة إلى الغطاء النباتي المتنوع.
وحسب المصادر، فإن الالتفات إلى المنتزه الوطني لسوس ماسة جاء بعدما ألغت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إجراءات إحداث المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي بجهة سوس ماسة، الذي كان سيقام على مساحة غابوية وفلاحية تمتد على تراب ثلاثة أقاليم هي تارودانت، واشتوكة أيت باها وتيزنيت، غير أن الاحتجاجات الصاخبة التي رافقت مراحل الإعلان عن هذا المنتزه، بالأقاليم المعنية ووصولها كذلك إلى البرلمان وخيمت على لقاءات وزارية بالمنطقة، دفع وزارة الفلاحة إلى التراجع عن إحداث المنتزه الطبيعي.
وتأكد تراجع الوزارة عن إحداث هذا المنتزه، بعدما نشرت، يوم 16 يونيو الماضي، في الجريدة الرسمية، مراسيم تهم إحداث ستة منتزهات ومحميتين بيئيتين، دون أن يكون من بينها مرسوم إحداث المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي بجهة سوس ماسة، مع العلم أن هذه المنتزه كان تم الإعلان عن إحداثه في وقت جرى الإعلان عن إحداث المنتزهات الطبيعية الستة الأخرى.
يشار إلى أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات أطلقت، يوم 20 ماي 2024 إلى غاية 19 غشت من السنة نفسها، بحثا علنيا ووضعت سجلات لذلك بمجموعة من الجماعات من أجل تمكين السكان من إبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم بشأن هذا المنتزه، الممتد على مجال ترابي واسع يتجاوز 111 ألف هكتار، بـ13 جماعة، وتمتد مناطق بعضها إلى إقليم تارودانت، والبعض إلى إقليم تيزنيت والبعض الآخر إلى إقليم اشتوكة أيت باها.





