
تطوان: حسن الخضراوي
كشفت مصادر مطلعة أن توقف الدعم المخصص من قبل صندوق التماسك الاجتماعي، لفائدة الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة واضطراب التوحد بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، تسبب في شلل الخدمات واستمرار إغلاق بعض الجمعيات لأبوابها طيلة شتنبر الجاري، فضلا عن غياب تسجيل الأطفال لهذا الموسم الدراسي، وسط تقاذف المسؤوليات بين المسؤولين والغموض بشأن مستقبل استفادة الأطفال.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن تعثر الدعم المخصص للجمعيات التي تعمل على تدبير مراكز للتأطير وتقويم السلوك وممارسة الرياضة، وتحضير الأطفال لإدماجهم في العملية التعليمية، ظهر أنه يشمل جميع جهات المملكة وليس جهة الشمال فقط، ما يهدد بحرمان أزيد من 30 ألف طفل في وضعية إعاقة من خدمات التمدرس والتأهيل، بالإضافة إلى تشريد أزيد من 9 آلاف عامل وعاملة اجتماعيين وجدوا أنفسهم دون دخل بعد انقطاع أجورهم الشهرية.
وأضافت المصادر عينها أن الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة واضطراب التوحد، توجهت بشكاية إلى رئاسة الحكومة من أجل إيجاد حلول مستعجلة ودائمة لتعثر دعم التماسك الاجتماعي، خاصة وأن الأمر يتعارض والبرنامج الحكومي الذي تضمن الالتزام بتخصيص 500 مليون درهم سنويا لدعم الجمعيات، كما يتعارض مع مقتضيات الفصل 34 من الدستور الذي ينص على ضرورة وضع سياسات عمومية دامجة تضمن الحقوق الأساسية لهذه الفئة.
ويولي الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش اهتماما خاصا بالأشخاص في وضعية إعاقة، حيث جعل إدماجهم ورعايتهم من بين الأولويات في الأوراش الوطنية الكبرى، كما أكدت العديد من الخطب الملكية السامية على ضرورة توفير ظروف التمدرس والتأهيل والحماية الاجتماعية لهذه الفئة وصون كرامتها.
وكانت الجامعة الوطنية للعاملات والعاملين الاجتماعيين، قد راسلت القطاعات الوزارية المعنية في وقت سابق قصد إيجاد حل عاجل لهذا المشكل والإسراع في معالجته، وسط مطالب بالاستئناف الفوري لصرف الدعم الموجه للجمعيات قصد ضمان الشروع والاستمرار في خدماتها للأطفال في وضعية إعاقة، مع وضع آلية شفافة ومستدامة لتدبير صندوق التماسك الاجتماعي، عبر التشاور الحقيقي مع الفاعلين الميدانيين، وكذا إلزامية التواصل الرسمي والمنتظم مع الأسر والجمعيات لتوضيح القرارات والآجال والإجراءات المعتمدة.





