حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الافتتاحية

الدولة العميقة

 

انتهت معركة الانتخابات السياسية الشرسة في الولايات المتحدة الأمريكية، المعروفة بانتخابات التجديد النصفي. أسباب عديدة تقف وراء اهتمام المغرب والرأي العام الدولي بانتخابات التجديد النصفي الأمريكية، لعل أهمها أن الولايات المتحدة الأمريكية قوة جيوستراتيجية واقتصادية وعسكرية عظمى، وما يجري داخلها من توازنات يؤثر على كل دول المعمور، لأنها دولة تتدخل في شؤون غالبية دول العالم سواء سلباً أو إيجاباً، وتسعى دوماً لفرض منظورها للعالم.. وبالتالي فإن ترقُّب الفائزين في الانتخابات الداخلية الأمريكية قد يلقي بعض الضوء على موقف الولايات المتحدة من بعض القضايا الاستراتيجية مستقبلاً، والتي تهم المغرب في سيادته ومصالحه الاستراتيجية.

إن الرسالة الكبيرة للانتخابات الأمريكية أكدت أنه لا اكتساح للجمهوريين لنتائج التجديد النصفي، ولا موجة حمراء غمرت المجلسين كما وعد بذلك دونالد ترامب، وهو ما يعد هزيمة شخصية له. ما جرى هو استعادة نسبية لسيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب بأغلبية ضئيلة فقط، في حين أن الديمقراطيين، الذين وعدتهم المعارضة بهزيمة قاسية في كلا المجلسين، تمكنوا من الفوز بمجلس الشيوخ.

قد يكون من باب السذاجة القول إن الحسم في نتائج الانتخابات يكون فقط بالأصوات المعبر عنها دون تدخل مباشر أو غير مباشر لما يسمى في بلاد العم سام بـ«المؤسسة» The Establishment أو الدولة العميقة كما سماها البعض، ولا ننسى أن الموالين لترامب شنوا حملة شعواء على هذه «الدولة العميقة» التي اعتبروا أنها خارجة عن الدستور، ومخترِقة للقانون، ومُفسِدّة للنظام الديمقراطي، وتستهدف تقويض التمثيل الانتخابي.

وهناك قناعة لدى الأمريكيين بوجود مجموعة غير مرئية وعميقة التجذّر، غير خاضعة للمساءلة أو المحاسبة، تسيطر على صنع السياسات الداخلية والخارجية للبلاد، وبالتالي فهي التي تحدد مصير الإدارات المتعاقبة، وفق الاستراتيجية التي تخطط لها. لذلك يبدو أن هاته الدولة العميقة لا ترغب في هذا السياق المطبوع بتوترات جيوستراتيجية بعودة ترامب لأنه لا يخدم هذه التحولات التي تمت الهندسة لها منذ سنوات.

خسارة ترامب في التجديد النصفي، بالإضافة إلى المزاج الانتخابي المتردد، يعني، في جانب آخر، أن هناك توجسا كبيرا، داخل مصنع القرارات الاستراتيجية الأمريكية، من رئيس سابق عصي على ضبط وتوقع قراراته.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى